فشلت الشركة اليمنية للغاز في الحد من أزمة الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء والمحافظات، رغم محاولاتها التخفيف من الأزمة التي أخذت في التصاعد خلال الأسابيع الماضية، إلا أن آلية البيع المباشر التي قامت بها الشركة- خلال الأيام الماضية- أمام المعارض المعتمدة من قبلها في عدد من أحياء العاصمة صنعاء قوبلت بارتفاع الطلب نتيجة ارتفاع الاستهلاك بسبب انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، وهو ما حافظ على بقاء الأزمة دون انحسار . وفي ظل اختفاء مادة الغاز المنزلي في المحطات والمعارض الخاصة ببيعها ارتفع الطلب عليها إلى الضعف مما كان عليه قبل عامين، بسبب دخول الآلاف من السيارات العاملة بالغاز الخدمة في شوارع العاصمة والمحافظات، بسبب ارتفاع سعر المشتقات النفطية واختناق الأسواق فيها خلال الفترة الماضية، إلا أن الاختفاء في المحطات المنتشرة في شوارع وأحياء العاصمة وأحيائها السكنية قوبل بتواجد كميات كبيرة من الغاز في السوق السوداء وبأسعار وصلت إلى 120% للأسطوانة الواحدة التي تباع بمبلغ 2500 ريال في السوق السوداء خلافاً لسعرها الرسمي الذي لا يتجاوز ال 1200 ريال. وفي ظل ارتفاع حالة الهلع العام في أوساط المواطنين في العاصمة من اختفاء الغاز المنزلي تبرر الشركة والجهات الرسمية ذلك لخضوع محطة صافر الغازية لعملية صيانة خلال الفترة 16 - 24 نوفمبر الماضي، ما تسبب في نقص الكميات المعروضة للبيع، بالإضافة إلى قيام بعض المحطات بممارسة الاحتكار، كما أعلنت الشركة الحكومية الأسبوع الماضي تزويد العاصمة بكميات كبيرة من الغاز، إلا أن الأزمة مستمرة. وفي ذات السياق تتجه الحكومة اليمنية إلى شراء 240 ألف طن من الغاز من الأسواق الخارجية لسد الاحتياج المحلي، في يناير القادم، وأظهرت وثيقة مناقصة أن شركة مصافي عدن اليمنية تسعى لشراء 240 ألف طن من الغاز يتم تسليمها في يناير القادم. وفي ذات السياق أكد مدير فرع منشآت الشركة اليمنية للغاز، منصور عبده قاسم، توفير اسطوانات الغاز المنزلي بكميات كبيرة في معارض الشركة والمحال التجارية بعدن، وبأسعارها المحددة 1200 ريال للأسطوانة الواحدة، وعزا عودة الأزمة إلى عطب فني طارئ في إحدى الوحدات المنتجة للغاز المسال العاملة في مصفاة عدن، وهي حالة طبيعية تم إصلاحها، وأشار إلى أن شركة مصفاة عدن تضخ ما بين 80 إلى 100 طن يومياً من الغاز المسال والذي تتم إعادة تعبئته في اسطوانات الطبخ المنزلي وتسويقه إلى الأسواق اليمنية في مدينة عدن.