انفضت مفاوضات الموفنبيك أمس بالاتفاق على مجلس رئاسي لإدارة البلاد واختلف المتفاوضون على تسمية الرئيس. ففيما يرفض المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله عودة الرئيس المستقيل يصر اللقاء المشترك على أن يكون عبدربه منصور رئيساً للمجلس الرئاسي القادم. كما أعلن ممثلو الحراك الجنوبي المقرب من الرئيس هادي انسحابهم من المشاورات بشكل نهائي. وبحسب المصادر، اتفقت المكونات السياسية حتى يوم أمس على تشكيل مجلس رئاسي يرأسه (جنوبي) ولا توجد معلومات حول ما إذا كان اللواء الصبيحي قد تلقى العرض من عدمه باستثناء كونه أحد الأسماء المطروحة في النقاشات المغلقة. ويضم المجلس الرئيس و(4) أعضاء وتقسم العضوية بين الشمال والجنوب على أساس (الرئيس+عضو) للجنوبيين بمقابل (3) أعضاء حصة الشمال. وبموازاة إصرار اللقاء المشترك على تولي هادي قيادة المرحلة القادمة كرئيس للمجلس الرئاسي، ثمة نقاشات أخرى تضع خيارين: الرئيس علي ناصر محمد، وأيضاً اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع خيار ثانٍ. تقول المصادر إن وفداً قد توجه إلى القاهرة لعرض الأمر على الرئيس (ناصر) والذي بدوره أبدى الترحيب لكنه وضع شروطاً من بينها تقسيم البلاد إلى إقليمين (جنوبي-وشمالي). وتتضمن رؤية الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي بدون هادي، فيما تتضمن رؤية المشترك تشكيل مجلس رئاسي برئاسة هادي، الأمر الذي دفع المؤتمر الشعبي العام إلى تجميد مشاركته حتى يتوصل الطرفان -الحوثيين والمشترك- إلى اتفاق، تتم مناقشته -بعد ذلك- مع رؤية المؤتمر. وقال ل"اليمن اليوم" المتحدث الرسمي باسم المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الأستاذ عبده الجندي إن المؤتمر لم ينسحب من المشاورات كما روجت بعض الوسائل الإعلامية، مشيراً إلى أن المؤتمر أفسح المجال للمشترك والحوثيين للتوصل إلى توافق كون رؤيتيهما متقاربتين وبعد توصلهما إلى اتفاق تتم مناقشته مع رؤية المؤتمر. في الأثناء أعلن اجتماع القبائل اليمنية في صنعاء الذي دعا إليه السيد عبدالملك الحوثي عن تمديد اجتماعاته حتى يوم الأحد. وقال صالح الصماد -رئيس المجلس السياسي لأنصار الله والمستشار السياسي للرئيس المستقيل- إن جماعته -أو ما أسماهم ب"الثوار"- مصرون على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني بالشراكة مع كافة القوى. وكشف الصماد عن تفاصيل لم تنشر عن زيارة مستشاري الرئيس إلى صعدة ولقائهم بزعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، وقال إن هدف تلك الزيارة "عرقلة تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية من خلال إقناع السيد عبدالملك الحوثي بأن المجتمع الدولي يرفض مشاركة الحوثيين في العملية السياسية داخل البلد". خارجياً، أكد رئيس مجلس التعاون الخليجي "عبداللطيف الزياني" على رفضه محاولات تشكيل "مجلس رئاسي" في اليمن. وقال الزياني في لقاء مع صحيفة "الحياة اللندنية" إن السعي إلى تشكيل مجلس رئاسي يتعارض مع الدستور اليمني لكنه أكد تمسك المجلس بالرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي. وبعيداً عن المشاورات السياسية نظم أمس حزب الإصلاح مسيرات مناهضة للحوثيين في العاصمة صنعاء وعدد من المدن أهمها الحديدة، رفع المشاركون فيها شعارات مطالبة بالإبقاء على الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي وطرد ما أسموها مليشيات الحوثي من المدن.