جديد لجان الرئيس وابنه وأخيه فرضت منطقها الأكثر تسليحاً وتشليحاً على الحراك المسلح، واستولت على ما تيسر من مؤسسات عدن.. وكما كان متوقعاً فقد رمت فصائل حراكية صغيرة بنفسها باتجاه اللجان الشعبية، حيث حنفية التمويل واضحة في قدرات الابن جلال والعم ناصر، فيما رأت فصائل أخرى أنها في وضع نضالي يجعلها ترفض الذهاب إلى نفس الجلباب.. هكذا على طريقة الصغير الذي لا نعرفه. ولأن اليمن ما يزال، ولو بحكم الديموغرافيا، الأكبر من خبر إغلاق شبوة على البيضاء فإن الموقف هنا لابد أن يلامس تهديداً أو حتى غزلاً هناك والعكس.. شاهدنا كيف يقول حراكيون: لا علاقة لنا بما يجري في الشمال، لكنهم لا يكلون ولا يملون عن التعليق على كل موقف وخطاب يصدر من صعدة وصنعاء، ما يكشف صعوبة فصل الشعر عن اللبان بجرة موقف حنين إلى زمان الانفصال الذي يشبه الحنين إلى دولة أندلس لن تأتي، حتى مع اجترار فارق التخبط. من عدن يسوّقون الدعوة لأن يغادر المسؤولون الجنوبيون الحضن الوحدوي بصريح عبارة فك ارتباط دائم ولا وحدة متقطعة، غافلين عن حقيقة أن الأفكار المعقدة لا يمكن أن تكون حلاً بعد أن تداخل ما تيسر من مصالح اليمنيين التي تتجاوز سهولة النظرة إلى أن طرد باعة القات أو الخضرة ينجز انفصالاً يعيد دولة شعار المجد للمطرقة والشريم، وبمجرد طمأنة لجان هادي لمشائخ الشمال بأن رابط الأخوَّة "باقي باقي". ولأن تيار الجفري يبقى صغيراً في شعوره ولا شعوره، شاهدنا كيف أنه يحاول امتطاء مواقف اللجان المسلحة ليستقوي بها على تيار علي سالم البيض، ما يشير إلى أذن الجمل الذي ينذر بما يمكن أن يشهده الجنوب من التشظي، حيث الضيف لا يرغب بالضيف، وأهل البيت لا يريدون الضيفين. بالمناسبة، مظالم سوء إدارة البلاد طالت الجهات الأصلية والفرعية لليمن، ومع ذلك فالجميع في المركز أو ما يسمّيه مرضى الأقلمة بالمركز المقدَّس يتسابقون على الاعتراف بالمظلومية الجنوبية ويبدون استعداداً للتعاطي مع مطلب رد المظالم، وفقاً للظروف المتاحة، لكنهم لا يشاهدون غير ظهر المجن من قيادات عاجزة في تحقيق انفصال أو المساهمة في تصحيح وحدة، لتبقى أغنية كل أيام أسبوع أهل الجنوب والشمال هي أغنية "لا تشلوني ولا تطرحوني".