بات التوتر هو سيد الموقف في محافظة عدن، جنوب البلاد، عقب دعوات لفصائل الحراك الجنوبي، لإفشال لقاء مناوئ للإعلان الدستوري للحوثيين، دعت لعقده في مدينة عدن السلطة المحلية في المحافظة. و يضم اللقاء قيادات السلطات المحلية في محافظاتالجنوب و قيادات من محافظات الشمال، و بالذات ما بات يعرف باقليمي سبأ و الجند. و ترى فصائل الحراك الجنوبي الداعية لافشال اللقاء، بأنه يهدف لجعل الجنوب جزءا من الصراع الذي يجري في صنعاء، و يتناقض مع موقفها الثابت الذي اعلنته مختلف فصائل الحراك بأن ما يجري في صنعاء لا لشأن للجنوبيين به. دعوات افشال اللقاء، تجعل السلطات المحلية في محافظاتالجنوب، و المحسوبة على الرئيس هادي، في موقف سيء، يقلل من قدرتها على إدارة الأوضاع في المحافظاتالجنوبية، و يعيد الصراع بين هذه السلطات و الفصائل الحراكية إلى الواجهة. هذا التناقض في مواقف السلطات المحلية و الفصائل الحراكية، يؤشر إلى احتمال نشوب صراعات جنوبية - جنوبية على السلطة، و يكشف مدى انقسام الشارع الجنوبي، و عدم قدرته على اتخاذ خطوات باتجاه الشعارات التي ترفع في الجنوب و المطالبة بالانفصال عن الشمال الذي يدخل في أتون صراع على السلطة منذ أربعة أعوام. قياديون حراكيون يرون أن القيادات الجنوبية التي فقدت السلطة عقب سيطرة الحوثيين على القصر الرئاسي في نهاية يناير الماضي، تحاول استخدام الجنوب في المناورة و الزج به في صراعات لا علاقة للجنوب بها. و يعتبرون أن تحويل عدن إلى ملتقى لقيادات مناوئة للحوثيين من المحافظات الشمالية المجاورة، محاولة من قيادات السلطات المحلية في الجنوب الموالية للرئيس المستقيل هادي، لاظهار نفسها أمام المجتمع الدولي و الاقليمي بأنها قادرة على السيطرة على الجنوب و الحفاظ عليه من الانفصال، ضدا على تحركات و مطالب الشارع الجنوبي، غير أن الدعوة لافشال اللقاء تضرب أي تقارب بين المحافظات الشمالية المجاورة للجنوبومحافظاتالجنوب، و تدفع باتجاه استخدام الحوثيين لمحافظات ك"تعز و البيضاء و مأرب و إب" لتكون منطلقا للحوثيين باتجاه الجنوب، في حال فكروا بذلك. انتشار أمني كثيف تشهده محافظة عدن منذ ظهر اليوم، و قلق و ترقب تشهده المحافظة، في ظل استمرار الدعوة للقاء الذي سيعقد صباح الغد في عدن، بالتزامن مع شحن الشارع الجنوبي من قبل فصائل الحراك لافشال اللقاء.