هل تعرفون لماذا تنجح القاعدة في اجتياح بعض المعسكرات وتصفية بعض النقاط دون أن تفقد عنصراً واحداً منها؟ السر ليس في تفوق القاعدة قتالياً، ولا حسن تخطيط وتنفيذ.. السر يكمن في برنامج الواتس آب وموقع الفيس بوك. أصحابنا العسكر- في النقاط بالذات- يضعون بنادقهم وكل عسكري ماسك تلفونه وفاتح الواتس آب والفيس بوك يجابر واحدة في تونس وواحدة في العراق والثالثة في لندن، يدخل ترجمة قوقل يترجم وهات يا رسائل. جماعة القاعدة يوصلوا النقطة وأصحابنا شغالين بإخلاص في التواصل الاجتماعي، فتنفذ القاعدة مهمتها بسهولة وتصفِّي النقطة كاملة وتغادر المنطقة وتلفونات العسكر ما تزال جاري الإرسال، وأخرى بانتظار الرد. أكثر من مرة نمر على نقاط عسكرية في صنعاء- أيام ما كان هناك نقاط عسكرية- والأفراد تاركون بنادقهم فوق الطقم أو بالجوار وفاتحين التلفونات، حدث ذلك في أوقات استثنائية تشهد إجراءات أمنية مشددة واستنفاراً أمنياً عالياً في العاصمة المزدحمة بالحركة والضجيج والناس، فما بالكم بالنقاط التي وسط الصحراء والمناطق البعيدة. عرفتوا الآن من هو غريم العسكر، وكيف تنجح القاعدة في تصفية النقاط في شبوة وحضرموت ومأرب دون أن تخسر إرهابياً واحداً. كان زمان- أيام ما كان فيه عسكرة سع الجن- إذا مر الضابط من نقطة ولمح صحيفة في يد العسكري المستلم تقوم القيامة ويتعرض العسكري والمشرف عليه لجزاءات وتوبيخ، ويمكن يتزنزنوا، بس لأنه كان واقف في نقطة وبيده صحيفة، يعلم الله كيف وصلت إلى يده. المهم أنها بيده، ويمكن تشغله عن التركيز في عمله، اليوم قد الضباط والعسكر يتبادلوا التحية في الواتس والويشات والتانقو، وهات يا نكات وصور وأرقام. مواكبة التكنولوجيا شيء مهم وأساسي في الحياة، بس مش وقت العمل، خاصة بالنسبة لأفراد القوات المسلحة والأمن، لأنهم أصبحوا هدفاً أساسياً للجماعات الإرهابية، وقد سبقهم إلى الشهادة الكثير من زملائهم في أكثر من مكان، وكان الإهمال وعدم الانتباه أحد أهم أسباب مضاعفة الخسائر في صفوفهم ونجاة الجاني سالماً.