ربما كنا نمزح قبل الآن،ربما لم نكن نعرف الحقيقة التي تقتضي خطأنا،وربما لم نكن نعرف أننا نسير في طريق لا تفرع له ونهايته حافة الحرب. احتمالات زائفة نبرئ بها أنفسنا أمام شبح المصير. لم تكن أبصارنا ضعيفة لنقول إن تلك اللوحات التحذيرية كانت إنارات فسفورية ولم نكن نجهل الأبجدية لنقل حسبنا أنها عناوين منتجعات سياحية . كانت تقول إننا في الطريق إلى الحرب وكان راء الحرب واضحا كبناية ((موفنبيك)) .قرأناها ومشينا معها كشاعر أغرق نفسه ليكتب قصيدة حية عن الموت، وبما أننا قد وصلنا إلى النهاية التي نعرف حتميتها سلفا وشاهدنا من طقوسها ما يجلو سحب الغواية فلنوليها أدبارنا ونعود للتحذير منها وفقا لما ارتسم عنها من صور حقيقية في أذهاننا. لم يعد هناك مجال للمكابرة أو مواربة الحقيقة فما سوى الحقيقة سوى راء الحرب والنار والدمار. الآن والآن فقط نستطيع أن نعود .الأصنام التي أحببنا وأبغضنا وأعطينا ومنعنا فيها ونتدافع للموت من أجلها لن ترمي لنا قشة واحدة لنتعلق بها في حمام الغرق ؛ بل ستحتفل بالتخلص من تبعيتنا بما أعدته من فراديس خارج الوطن. أين نحن الآن؟ هذا ما يجب أن نستمع لعقولنا فيه لأن خطوة واحدة إلى الأمام سقوط يتجاوز قوانين الجاذبية في واد سحيق من الدم وعدونا هو من يقول تقدموا أو يفتي بشرعية طرف ما في حرب الإخوة.