قدم محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هائل استقالته من منصبه،مساء أمس، إثر أحداث العنف والفوضى التي شهدتها المحافظة ونتج عنها سقوط 6 قتلى ونحو 122 مصاباً في اشتباكات بين عناصر حزب الإصلاح قوات الأمن الخاصة بمدينة تعز وكذلك بين مسلحين الإصلاح ونقطة تابعة للحوثيين بمنطقة التربة مديرية الشمايتين وسيطرة مسلحي الإصلاح على مبنى إدارة الأمن. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في السلطة المحلية إن المحافظ شوقي دعا اللجنة الأمنية وقيادة السلطة المحلية إلى اجتماع استثنائي وقدم استقالته بداية الاجتماع احتجاجاً على تحريك وحدات من قوات الأمن الخاصة وإرساله إلى مديرية الشمايتين، بدون صدور أي توجيهات منه بذلك. وأوضح المصدر أن المحافظ انسحب من الاجتماع مباشرة إثر إبلاغ المجتمعين بالاستقالة، دون أن يذكر المصدر تفاصيل أخرى. وأكد ذلك بلاغ صحفي صادر عن مكتب الإعلام بمحافظة تعز، تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه، أشار فيه إلى أن شوقي هائل أعلن استقالته من منصبه احتجاجا على عدم تنفيذ توجيهاته وأوامره من قبل فرع قوات الأمن الخاصة بالمحافظة وتحريك قوات أمنية بدون توجيهاته وآخرها تحريك قوة أمنية عصر أمس إلى مديرية الشمايتين. ولفت إلى أن شوقي هائل أكد في استقالته أنه لن يقبل مطلقا إراقة أي دماء من أي طرف في المحافظة وهو على رأس هرم قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية بالمحافظة طالما وقيادة بعض فروع الوحدات الأمنية لا تلتزم بأوامره ولا يحترمون مواقفهم ومبادئهم، مشيرا إلى أنه حرص وخلال فترة عمله في قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية العمل مع جميع أبناء المحافظة والمكونات السياسية تجنيب المحافظة كل أشكال الصراع والفوضى والقتل وعدم إراقة أي قطرة دم. وكان اجتماعاً عُقد أمس الأول للجنة الأمنية والسلطة المحلية برئاسة شوقي هائل لمناقشة أزمة تعزيزات قوات الأمن الخاصة فرع تعز بوحدات إضافية من صنعاء والتزم قائد قوات الأمن الخاصة العقيد حمود الحارثي، بعدم تنفيذ أي تعليمات تخالف توجيهات المحافظ، رئيس اللجنة الأمنية وأن تكون قوات الأمن الخاصة تحت إمرة رئيس اللجنة. على الصعيد الميداني زادت، أمس، حدة العنف في محيط معسكر قوات الأمن الخاصة بمدينة تعز بين المعتصمين من حزب الإصلاح وحلفائه أمام بوابة المعسكر منذ أربعة أيام عززهم في ذلك مسيرة تابعة لذات الحزب وبين أفراد المعسكر إثر محاولة المتظاهرين اقتحام المعسكر. وقال مراسل "اليمن اليوم" بتعز إن مسيرة تابعة لحزب الإصلاح انطلقت صباح أمس من شارع جمال إلى أمام بوابة المعسكر حيث يخيم العديد منهم لليوم الرابع على التوالي وحاول أفراد من قوات الأمن الخاصة تفريق المتظاهرين بالمياه ومسيلات الدموع وإطلاق الرصاص الحي للهواء، لافتاً إلى أن مسيرة أخرى لجماعة أنصار الله "الحوثيين" انطلقت في نفس الوقت من منطقة الحوبان إلى أمام بوابة معسكر قوات الأمن الخاصة وحدث اشتباك بالعصي والأحجار بين مسيرة الحوثيين ومتظاهري المشترك تخللها إطلاق نار من مسلحين بين المسيرتين. إلى ذلك، نفى مصدر في قوات الأمن الخاصة اعتداء الجنود على المتظاهرين، قائلاً ل"اليمن اليوم" أن المتظاهرين حاولوا اقتحام المعسكر وقام مسلحون في المظاهرة بإطلاق النار نحو الجنود ليضطر الأخيرين للرد عليهم، حد قوله. وقال ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز الدكتور حسن العزي إن مواجهات أمس أمام بوابة الأمن المركزي نتج عنها سقوط نحو 104 من المتظاهرين بينهم حالتا وفاة لم يتم تأكيدها حتى الثامنة مساء أمس. وأوضح العزي أن مستشفى ابن سيناء القريب من مكان المواجهات استقبل 64 جريحاً منها 27 حالة مصابة بالرصاص وتنوعت إصابتهم ما بين بسيطة ومتوسطة وخطيرة، و23 حالة مصابة بالشظايا، إصابات طفيفة، و14 حالة اختناق بالغازات، فيما استقبل مستشفى الحمد حالتي وفاة غير مؤكدة و3 إصابات بالرصاص الحي وأكثر من 35 حالة اختناق. وفي مدينة التربة بمديرية الشمايتين القريبة من محافظة لحج سقط 4 قتلى وأصيب 20 آخرين في مواجهات بين مسيرة تابعة لحزب الإصلاح ونقطة تابعة للأمن واللجان الشعبية "الحوثيين". وبدأت الأحداث، وفقاً لرواية مصدر محلي، بقيام مسلحين يتبعون حزب الإصلاح بمهاجمة نقطة أمنية نصبها قبل أيام جنود من قوات الأمن الخاصة ومسلحين من الحوثيين بمدينة التربة، في الطريق المؤدي إلى محافظة لحج، لافتاً إلى أن مسلحي الإصلاح تمكنوا من السيطرة على النقطة وقاموا أيضا بمهاجمة منزل القيادي في جماعة الحوثيين عبدالله حزام والذي يعتبر مقراً للجماعة وتكسيره وإحراق سيارة حزام التي كانت أمام المنزل، ومن ثم توجهوا إلى إدارة أمن التربة واستولوا عليها.