جددت الأحزاب والمكونات السياسية وجماعة أنصار الله "الحوثيون"، بمحافظة تعز، تأكيدها على رفض تحويل المحافظة إلى ساحة للصراع والعنف والفوضى، فيما فشلت في إصدار بيان موحَّد يدين العدوان الذي تقوده المملكة العربية السعودية على اليمن، منذ مساء الأربعاء المنصرم، ونتج عنه عشرات الشهداء والمصابين وتدمير منازل مواطنين بالعاصمة صنعاء وصعدة، واستهداف المطارات والمنشآت العسكرية في أكثر من محافظة يمنية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي إن أمين عام المجلس المحلي بمحافظة تعز، نائب المحافظ- الأستاذ محمد أحمد الحاج- رأس، أمس، اجتماعاً لقيادات فروع أحزاب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه والمشترك وشركائه وأنصار الله "الحوثيين" في ديوان عام المحافظة، بحضور الوكيل عبدالله أمير، وعضو مجلس النواب صادق البعداني، وذلك لمناقشة آخر المستجدات على الساحة السياسية والأمنية، وتداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدها الوطن عموماً، والمحافظة على وجه الخصوص. وأوضح المصدر أن الاجتماع تم فيه طرح موضوع تحالف العدوان ضد اليمن والذي تقوده السعودية بمشاركة عشر دول عربية ومساندة أمريكية، لافتاً إلى أن المؤتمر وحلفاءه وجماعة أنصار الله استنكروا بشدة ذلك العدوان، وطالبوا بأن يتضمن البيان الصادر عن الاجتماع إدانة واضحة لاعتداءات السعودية وحلفائها على اليمن وقصفه بالطائرات الحربية . وأشار المصدر إلى أن رئيس وممثلي تكتل المشترك تحفَّظوا على إدانة العدوان السعودي على اليمن وعارضوا صدور بيان بالإدانة، ما أدى إلى خروج الاجتماع بدون أية نتيجة حول العدوان على اليمن، لافتاً إلى أن الأحزاب ذاتها عارضت تواجد قوات الأمن الخاصة "المركزي سابقاً" في تعز، متهمة إياها بالخيانة والتبعية لغير قيادة المحافظة، وهو ما رفضه أمين عام المجلس المحلي، محمد الحاج، الذي حذَّر من تسييس قضية قوات الأمن الخاصة، مشدداً على ضرورة النأي بالمعسكرات والأجهزة الأمنية عن المماحكات السياسية والحزبية، وتفويت الفرصة أمام المتأبطين شراً بالمحافظة وأمنها واستقرارها، باعتبار أن ممتلكات الجيش والأمن ملك للوطن، مشيراً إلى أن اللجنة الأمنية لن تسمح بأي اختراقات أمنية تحاول جر المحافظة إلى مربع الصراع والعنف والفوضى وتحويلها إلى ساحة حرب. وحثَّ الأمين العام جميعَ القوى السياسية إلى استشعار مسئوليتها تجاه الوطن والشعب، وتغليب لغة العقل على لغة السلاح، والعودة إلى الحوار البنَّاء والهادف للنأي بالمحافظة عن أية صراعات عبثية. وشدَّد على عدم السماح بتكوين أية ميلشيات مسلحة كسلطة ثنائية بالمحافظة من أي جهة كانت، وإخضاع كل الوحدات الأمنية والعسكرية لتوجيهات اللجنة الأمنية. وأكد اللقاء على ضرورة الالتزام بتنفيذ مخرجات اللقاءات والاتفاقات السابقة المبرمة بين جميع الأحزاب والسلطة المحلية والجهات الأمنية، وآخرها النقاط ال6 التي تم الاتفاق على تنفيذها بحضور المحافظ، والتي من ضمنها عودة الحملات الأمنية الجديدة، ورفع النقاط المستحدثة، ووضع قوات الجيش والأمن تحت سيطرة اللجنة الأمنية، بالتزامن مع رفع الاعتصام، وترشيد الخطاب السياسي والإعلامي. وطالبت الأحزابُ اللجنةَ الأمنية بالمحافظة بتحمَّل مسئولياتها القانونية والاضطلاع بواجباتها في حفظ أمن واستقرار المحافظة، والتصدي لكل العناصر الخارجة عن القانون والمساعي الخطيرة الرامية إلى إحداث واختلاق فوضى بالمحافظة. ودعا الاجتماعُ المحافظَ، شوقي هائل، إلى العدول عن استقالته، سيما في الظروف الاستثنائية الراهنة التي تمر بها المحافظة وتتطلب جهوداً مخلصة من الجميع. وأقر الاجتماع تشكيل لجنة مكوَّنة من مدير أمن المحافظة وممثلين عن المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه وأنصار الله، لتقييم ومتابعة ما تم الاتفاق عليه مع اللجنة الأمنية. وكانت اللجنة الأمنية بتعز قد عقدت، أمس، اجتماعاً مع أمين عام المحافظة سبق اجتماعه بقيادة الأحزاب، أقرت فيه سحب جميع استحداثات النقاط الأمنية من مركز مدينة تعز والمديريات الأخرى، ورفع جاهزية الحملات الأمنية المشكَّلة من مختلف الوحدات الأمنية والعسكرية للقيام بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة. كما أقرَّت اللجنة رفع درجة الاستعداد واليقظة الأمنية، وتأمين الحزام الأمني للمحافظة ومضاعفة الجهود في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها الوطن عموماً، وتفعيل قنوات التنسيق بين جميع الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة والمديريات. وأكدت اللجنة على ضرورة التزام الوحدات العسكرية والأمنية بقرارات اللجنة الأمنية بالمحافظة وتنفيذها حرفياً.