-قليل من المنطق لا يضر!، نحن أمام قوة عربية مشتركة قوامها خمس عشرة دولة اقتنعت بالمشاركة في ضرب "اليمن" عسكرياً، وبدأت فعلياً بقصف "صنعاء" وتعز والحديدة وفي المشهد رئيس مذعور بجلباب خليجي يغادر إلى الرياض ويستقبله ممثل الملك السعودي كأي لاجئ سياسي، يتحدث عن شرعية بلا دولة، وقد استنفد مبررات ضعفه وهزال رأيه وحضوره وفقد احترامه الموقر بين مواطنيه ليبيع ويشتري في صفته ك"رئيس" لكل من له رغبة في النيل من بلده. -في المشهد أيضاً سياسيون وأحزاب ورئيس سابق وجماعات دينية تنحر بعضها وترمي على خصومها نصوصاً مقدسة لتبرير عدوانها وإثمها وبكونها فرقة "الله" الناجية، وصاحبة الأمر بالقتل والنهي عن السلام!، وعلى الرصيف يستلقي أبرياء ممزقون بصواريخ التحالف العربي المشترك، منهم جنود وآليات عسكرية ومواقع حربية استخدمها الحوثيون في الإضرار بالرئيس ذي الجلباب الفضفاض فنالها نصيب من صواريخ التحالف وغاراته الملتهبة. -لن أصدق الآن حماس "عبدالباري عطوان" فهو يكتب إلينا من "لندن" ونحن هنا نتجرع مقالاته وننتشي كعرب فتأخذنا صيحة الصاروخ وتلقي على رؤوس المساكين منازلهم وتدفنهم مع عيالهم وليس لهم من منقذ أو نصير. -صراخ مواقع التواصل الاجتماعي لن يفيد في ردع خمس عشرة دولة غاضبة من التمدد الإيراني توجههم أميركا وتغمض عيني "بان كي مون" عن رؤية الأطفال المدفونين تحت الأنقاض، لن ننتظر روسيا أو الصين ولا يجوز أن نعول على بارجات إيران وزمجرتها التي لم تفد شيعة "البحرين" في شيء!. -إننا نواجه غضباً طائفياً مسلحاً بقوة قاهرة، وكل من يقارن خسارة أميركا في أفغانستان كمثال على علمه المغيب بخسارة تحالف العدوان على اليمن عليه أن يشاهد مآلات البلد الأفغاني الذي كان جميلاً فأذاقه الإسلاميون بطوائفهم عذاب الويل، ومازالت أميركا كما هي هادئة مطمئنة، ولو كان بين المتدينين المتهورين رشيد واحد لما طحنتهم غارات التحالف الدولي فجعلتهم كعصف مأكول!. -قال مستشارو "بلقيس" تعقيباً على خطاب سليمان عليه السلام الذي هددهم بجنود يخرجونهم وهم أذلة صاغرون: "نحن أولو قوة وألو بأس شديد، قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون"، ثم ذهبت إليه فكشفت عن ساقها واستجابت لأمر الله وتركت عبادة "الشمس"، ونجا اليمنيون من الحرب على قوتهم وبأسهم في غابر القرون التي تركتنا اليوم على عاهاتنا وضعفنا وانقسامنا وتباعد أسفارنا لنجد من يتحدى طوفان "سلمان" وجنوده وهو لا يملك شيئاً في مواجهتهم سوى الموت. -أعلم أني قد أُغضب الكثير إلا أني أرى التراجع أسلم للجميع، فما تملكه السعودية وحلفائها أكبر بكثير مما لا نقدر على احتماله، ومن كان يقرأ القرآن والتاريخ وعِبر الأولين من جماعة "الحوثيين" فعليه أن يكون رشيداً ك"بلقيس" ويرضخ لمنطق الأقوياء حباً بمستقبل جماعته ورأفة بالأبرياء والبلد الحزين المدفون تحت أنقاض الواقع المُر. والله المستعان.