الخمسون مهمشاً الذين تطايرت أشلاؤهم وعشرات الجرحى الذين مزقت أجسادهم قذائف طائرات العدوان السعودي ومرتزقتهم لم يكونوا جزءاً من قوة عسكرية هاجمت أراضي المملكة وإنما نازحون في مخيم إيواء في حجة، يبعد مئات الأميال في عمق الأراضي اليمنية؛ حذاء أحدهم والقطرة من دمه أشرف وأغلى من صغيري سلمان ونائف، وجبهة السيسي الملوثة بسجدة الارتزاق، غير أن تلك الدماء التي يسفكها العدوان في حجة وصعدة وصنعاء ومأرب وعدن وأبين وشبوة وأكثر منها رخيصة في سبيل شرف الانتماء لهذا اليمن المعجزة الذي يرفع رأسه عالياً فوق طائراتهم مسطراً بشظفه أعظم ملامح الإباء والصمود.