ينبغي أن يتذكر اليمنيون يوم 26 مارس 2015، جيلاً بعد جيل، ففي هذا اليوم، بدا حقد آل سعود على الشعب اليمني فوق قدرتهم على الاحتمال، ففجروه على هيئة حرب تقتل اليمنيين من شتى الفئات العمرية، وهم في بيوتهم وشوارعهم، وملاجئهم أيضاً، وتدمر مدارسهم وكلياتهم، ومنشآتهم المدنية والعسكرية.. حقد دفين جعلوا له اسماً عاصفاً ومهيناً لليمنيين، وصيروا له هدفاً لا يبرر العدوان، وهو إعادة الدمية هادي إلى الرئاسة. إنه الحقد السعودي قد انفجر يا قوم.. وإلا بأي حق شنوا علينا هذا العدوان وبأي شرعية؟ هل إعادة الدمية هادي إلى الرئاسة تصلح ذريعة، للعدوان الذي استهدف الإنسان، والمعسكر، والبيت، والحي، والملجأ، والكلية، من صعدة إلى عدن، ومن مأرب إلى الحديدة؟ لا يقال لنا إنهم يريدون هادياً، وإنهم يستهدفون أنصار الله ومعسكرات صالح اليمن، أو أنهم أرادوا التخلص من بعض أسلحتهم التي اشتروها منذ ستين سنة إلى اليوم، وغير ذلك مما يدعون أو يردده كارهوهم غير الموفقين في تفسيراتهم.. إنه الحقد الدفين على هذا الشعب الذي يكرهونه منذ أول يوم علت فيه أصواتهم في الدرعية. قاذفاتهم انتهكت سماءنا وسيادتنا، وصواريخهم العمياء تقتل وتدمر، وشعراؤهم يكتبون قصائد فخر بالحرب والعدوان على اليمنيين، ومغنوهم ينشدون أغانيَ تمجِّد جيشهم وتمجِّد المستأجَرين والطائرات المستأجرة.. يرقصون ويعلون الأهازيج مديحاً للمليك وللأمير، وفرحاً بطائراتهم العاصفة.. حتى الفنون صارت داعمة لعاصفة الحقد والعدوان والقتل والتدمير.. ليتذكر اليمنيون هذا العدوان، جيلاً بعد جيل.. لا تنسوا هذا الحقد، بل ازرعوا في أولادكم الحقد على الحاقدين والمهتدين، وعلموا أولادكم الانتقام، عندما يقدرون عليه، ولو بعد مائة عام.. من حقنا أن نبادل الكراهية بالكراهية، وحقهم علينا أن نكرههم، وينبغي أن نوفيهم هذا الحق كاملاً غير منقوص. ما رأي الشاعر اليمني والفنان اليمني في تلك القصائد والأغاني والأناشيد والأهازيج والرقصات التي سارع إلى ابتكارها شعراء المعتدين وفنانوهم؟ قولوا فيهم مثل ما قال مظفر النواب في الأجنبي المجازف، وفي تلك الشراذم ملعونة الوالدين، والتي على عهرها شدت الأحزمة، وما قاله في الحاكم الذي وحمت أمه بعملة أجنبية فأتى طبقها، وحاكم طوله وكرامته دون هذا حذائي.. وعن الشعب الذي لا ينبغي أن يخاف، فهو- لو جهنم صبت على رأسه- واقف، ما حنى الدهر قامته أبداً، إنما ينحني ليعين المقادير إن سقطت أن تقوم تتم مهماتها الهادفة.. وقولوا فيهم مثل ما قال البردوني، وما قال غيره، ودعوا الشعب يغني ويهزج يرقص متحدياً هذه العاصفة.