لا يملك المقررون في الأممالمتحدة سلطة قانونية، وليس بوسعهم اتخاذ أي أفعال ضد الحكومات، بإمكانهم فقط الضغط على الحكومات وحثها على احترام حقوق الإنسان، وبإمكانهم أيضاً التنديد علانية من خلال إصدار البيانات الصحفية؛ نتيجة لذلك فإن فعاليتهم مشروطة ومحل شَك.. فلا تنتظروا من الأممالمتحدة أن تتدخل لصالح أي طرف في الوقت الحالي، على الأقل.. لذلك على كل أصحاب الأقلام الحرة في المنطقة العربية، والعالم فضح العدوان الهمجي الظالم الذي يقوده آل سعود ضد الشعب اليمني المكافح، الذي يعاني في الأصل من مشكلات اقتصادية واجتماعية، وسياسية عميقة، طيلة خمسين عاماً بسبب تدخلات آل سعود في حكم اليمن. لن نذهب بعيداً.. أغلب المحللين والكتاب في المنطقة العربية والعالم يدركون بأنها حرب ظالمة على شعب يعاني الكثير من قساوة العيش والفقر والوضع الاقتصادي المتردي.. ولا يحتمل هذا الشعب أي مضاعفات قد تسبب له انهياراً وفوضي سوف تؤثر على مصالح دول المنطقة والعالم.. ويرى المحللون والاقتصاديون بأن اليمن بحاجة ماسة وفورية للمساعدات العاجلة والمباشرة حتى يستطيع فرقاء العمل السياسي تجاوز المِحنة التي يعاني منها الشعب اليمني وأسبابها في المقام الأول اقتصادية، إذا تمت معالجة هذا الملف فلن يبقى للقوى الإقليمية والدولية أي تأثيرات قوية في مسارات الملف اليمني.. أما الحرب الظالمة على اليمن فإنها تلقى استنكاراً واسعاً من قبل أصحاب الفكر والأقلام الحرة التي تعرف أبعاد مثل هذا التهور على المنطقة والعالم. علق الصحفي البريطاني روبرت فيسك على الهجمات التي شنتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين في اليمن، من خلال مقاله المنشور في صحيفة "إندبندنت" البريطانية تحت عنوان "معركة اليمن تأخذ السعودية إلى الهاوية"، متسائلاً عن مستقبل الشرق الأوسط على خلفية هذه الضربات، وقال إنه يرى أن خطوة ضرب السعودية لليمن بدعم من 10 دول عربية تعد قراراً تاريخياً وخطيراً، لما قد يحمله من مخاطر الصراع الطائفي في اليمن بين السنة والشيعة.. وأضاف الكاتب البريطاني، أن تلك "الحرب ستنال رضا الغرب وإسرائيل، الذين يؤمنون بفكرة دخول العرب في حرب مع أنفسهم"، مضيفاً "إذا أصبح هذا الأمر واقعاً، فهل سيكون ما تقوم به السعودية آخر محاولة لإثبات أنها قوة عسكرية كُبرى؟ أنموذج بسيط من آراء الشرفاء في عالمنا المليء بالمرتزقة وأصحاب الأقلام المأجورة. وتكتب الأديبة اللبنانية ليلى مسلماني بعبارات مختصرة ومعبرة عن فكر آل سعود تجاه اليمن تقول: للتاريخ فقط عام 1978 قتلت السعودية رئيساً يمنياً يحبه كل اليمنيين، وفي عام 2015 تقتل السعوديّة الشعب اليمني من أجل رئيس يكرهه كُل اليمنيين.. مفارقات عجيبة في سياسة آل سعود تجاه هذا البلد العظيم، والأعجب من ذلك تأييد بعض اليمنيين لهذه الحرب الظالمة على وطنهم، وكأنهم لا ينتمون لهذه الأرض.. لذلك نحن لا نخاطب الحكومات العميلة والصامتة، لكننا نخاطب الشعوب والمثقفين والكتاب والإعلاميين لينقلوا للعالم أبشع جرائم العصر التي يرتكبها آل سعود في حق الشعب اليمني، وندعو كل الحقوقيين والمنظمات الحقوقية والإنسانية لتوثيق هذه الجرائم. ليكون التاريخ شاهداً على ظلم وتجبر وطغيان مملكة الشر على أهل الإيمان والحكمة، ولن تنسى الأجيال هذا العدوان الذي يخدم في المقام الأول مخططات اليهود التي تهدف إلى إشعال حرب سنية شيعية تحرق المنطقة بأسرها، ولم يكن اليهود يتوقعون بأن الأحدث سوف تتسارع بهذه الطريقة، فقدموا الشكر (لأبناء العمومة من آل سعود) ولسان حالهم يقول لن ننسى لكم هذا الإنجاز طائراتنا وقلوبنا معكم، حماكم الرب.