فقدت ما يسمى ب"عاصفة الحزم "شرعيتها بعد الإعلان عن وقفها بطلب من الفارّ هادي، لأن شرعيتها استمدت من طلبه هو باعتباره رئيساً شرعياً، ولكن الاعتداءات لم تتوقف حتى اللحظة!! هذا يؤكد أن سبب توقف العمليات ليس طلب هادي بإيقافها، بل أنه في ما يبدو جاء بأوامر أمريكية بناءً على تحذيرات وتهديدات إيرانية بالتدخل إذا ما استمر العدوان السعودي على اليمن.. إيران التي حاولت ألَّا تتدخل بشكل رسمي كي تنفي الاتهامات الموجهة لأنصار الله بتبعيتهم لها، إلا أن الإصرار السعودي على هذا الاتهام والصلف والوحشية في الاعتداء على المدنيين أجبرها أن تتدخل بحزم لإيقاف هذا الاعتداء.. أوروبا أيضاً وبتأثير إيراني غالباً أعربت عن استيائها من استهداف المدنيين، وطالبت بوقف الحرب والعودة للحل السياسي. لم تحقق السعودية أي هدف من خلال هذه الحرب العدوانية على اليمن، ولم يستفد منها هادي أو من سانده من السياسيين اليمنيين ومن ظهر معه في شرم الشيخ أو الرياض أي شيء، بل على العكس فقد حُرموا في ما يبدو نهائياً من العودة لليمن، لأنهم أصبحوا عرضة للانتقام من أي مواطن أصيب بأذى بسبب عاصفة الحزم. أثبت أنصار الله أنهم لا يشكلون خطراً على المملكة، وهم دائماً حريصون أن يقيموا علاقات متوازنة مع محيطهم. بالإضافة إلى حرص أنصار الله المضاعف على أمن الحرمين الشريفين والمدينة المنورة لخلفيتهم الدينية ومنحهم الأولوية للدين ومقدساته قبل أي شيء.. لم تنجح عاصفة الحزم سوى في إحراق حلفائها في اليمن، وبالتالي تحرير اليمن من التبعية لها في ما يبدو تماماً.