اجتمع الأرمن من مختلف أنحاء العالم أمس في عاصمة أرمينيا، يرفان، لإحياء الذكرى المئوية لمقتل مليون ونصف مليون أرمني في الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. ووضع المشاركون في المراسم الورود ووقفوا دقيقة حداد أمام النصب التذكاري للضحايا، في ضواحي العاصمة الأرمينية يرفان. وكرر الرئيس الأرميني سيرج سركسيان دعواته بأن يتم الاعتراف بما حدث ك"إبادة عرقية"، وقال إن الضحايا تعرضوا "لفظائع لا يمكن وصفها"، في كلمة له خلال المراسم. ويطالب أيضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بأن يتم وصف ما حدث بأنه "إبادة"، وقال إن استخدام هذا الوصف يعد "مبادرة للسلام" بين الجانبين. وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن المجازر التي راح ضحيتها 1,5 مليون قتيل، بحسب الأرمن، كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، كما ترفض وصفها ب"الإبادة". وتؤكد تركيا أن عدد الأرمن الذي قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون، وأنهم قضوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا، عدوة السلطنة العثمانية، في الحرب العالمية الأولى. ويفسر مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، مصطفى اللباد، ذلك بقوله "في حال اعترفت تركيا بالمذابح سيكون لزاما عليها صرف تعويضات قد تفوق مائة مليار دولار"، مشيرا إلى التاريخ الطويل لإنكار الأتراك لمذابح الأرمن سواء قبل أو بعد إعلان الجمهورية التركية عام 1923. وأضاف اللباد ل"سكاي نيوز عربية" أن الكتلة الأرمينية الأساسية، التي تم ترحيلهم أو إبادتهم، كانت موجودة في شرق تركيا، وبعد خسارة تركيا في الحرب العالمية الأولى عام 1918 وقعت معاهدة مودروس ثم معاهدة سيفر التي أعطت الأرمن شبه حكم ذاتي في هذه المنطقة". وتابع اللباد "في حال اعترفت تركيا بأنها ارتكبت مذابح سيكون لزاما عليها صرف "تعويضات بالأراضي" في شرق تركيا للأرمن، إلى جانب التعويضات المادية، ومن الممكن في هذه الحالة أن يكون هناك تواصل بين حدود أرمينيا وبعض الأراضي التركية في الشمال الشرقي وفي الشرق، وهذا بالطبع سيهدد وحدة الأراضي التركية"، على حد قوله.