رفض مثقفون ومواطنون اتراك ما جاء في خطاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اروغان في الذكرى ال99 لجريمة الإبادة الجماعية بحق الأرمن، مبينين ان تركيا لن تستطيع التهرب من تلك الجريمة. اسطنبول (فارس) واصدر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بيانا وصف ب"الخجول"، عبر فيه فيه عن مشاركته آلام الأرمن تجاه تلك الأحداث، التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى في عهد السلطنة العثمانية، مكتفيا بوصف المجازر بأن "لها تبعات لاإنسانية". ويقول الخبير القانوني مسعود اشكوياك، في حديث لمراسل وكالة فارس، إن "ما ارتكبته الدولة العثمانية من فظائع وجرائم ضد الأرمن يمثل من المنظور القانوني جريمة الإبادة الجماعية"، مشيرا الى ان "الدراسات تشير الي أن عدد الضحايا نتيجة عمليات الإبادة الجماعية للأرمن بلغت مليون ونصف من الضحايا خلال الفترة من 1915- 1918، وهذا العدد لا يشمل الضحايا في الفترة من 1894 إلى 1912". ويضيف اشكوياك، ان "جريمة الإبادة الجماعية معرفة طبقا للقانون الدولي منذ عام 1948 حين وقعت كاتفاقية فى اطار الأممالمتحدة ودخلت حيز التنفيذ عام 1952". الى ذلك، اكد الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان أن تركيا تواصل سياسة الإنكار التام لإبادة الأرمن عام 1915، معتبرا أن جريمة الإبادة مستمرة ما دامت تركيا تواصل إنكارها. وقال سركيسيان، في بيان أصدره بمناسبة الذكرى التاسعة والتسعين للمجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد الأرمن، "إننا مقتنعون بأن إنكار جريمة يعني استمرارها المباشر"، مشيرا الى ان "الاعتراف والإدانة يمكنها أن تمنع تكرار مثل هذه الجريمة في المستقبل". وتابع الرئيس الأرميني، "نقترب من الذكرى المئوية لإبادة الأرمن وذلك يمكن أن يوفر لتركيا فرصة جيدة للندم والتحرر من تلك التهمة الخطيرة"، مبيناً أن " العام 2015 ينبغي أن يكون رسالة قوية إلى تركيا فموقفها تجاه أرمينيا يتطلب خطوات حقيقية كفتح الحدود وإقامة علاقات طبيعية". من جانبه يقول الهان التينتوب، (31 سنة)، أن "التاريخ لا يمكن ان يغفر لأي احد تجرأ على حقوق الانسان"، مبينا أن "تركيا سوف لن ينقصها شيء اذا ما اعترفت بان مجازر الأرمن هي جرائم إبادة جماعية". ويضيف التينتوب، ان "على رئيس الوزراء اردوغان الاعتراف وانهاء الامر كي تبدأ مرحلة جديدة من العلاقات مع أرمينيا والارمن بشكل عام"، مبينا ان "المواطن التركي لا يتحمل مسؤولية ما جرى قبل 100 عام ولا يريد ان يربط موقفه بمواقف حزب العدالة والتنمية الحاكم". وتمر هذه الأيام قرابة المئة عام على ما فعلته الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1915 بحق الأرمن أحيت بعض الدول هذه الذكرى الإنسانية المؤلمة وسط مطالبات بزيادة عدد الدول الموقعة على الاعتراف بتحميل تركيا المسئولية الأخلاقية والأدبية والاقتصادية في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الأرمن. وقامت الدولة العثمانية بانتهاج عمليات القتل الجماعي المباشر للأرمن، وتجلي ذلك في اقتياد كل الشباب الأرميني من القادرين علي حمل السلاح الي الخدمة العسكرية، ثم جري تجريدهم من السلاح وإرسالهم كمساجين الي العمل الإجباري ( السخرة )، الامر الذي ترتب عليه موت معظمهم نتيجة الإرهاق والمرض، أو الإجهاز عليهم عمداويريد الأرمن اعترافا تركيا بأن ما حدث كان إبادة وهو ما ترفضه تركيا، ففي ال(24 من نيسان 1915)، امرت حكومة تركيا بترحيل مئات الاف الأرمن الى ولاية سوريا العثمانية. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية