استشهد أفراد أسرة مكونة من 6 أشخاص بينهم طفلان في قصف لطائرات العدو السعودي على منزلهم بمحافظة تعز، أمس الجمعة، فيما واصلت مقاتلات العدو قصفها لمعسكر المطار القديم الذي كانت تتمركز فيه كتيبة متمردة عن اللواء 35 مدرع، وتمكنت قوات الأمن الخاصة واللجان الشعبية من دحر المتمردين المسنودين بمسلحين تابعين لحزب الإصلاح وإعادة تأمين المعسكر. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن طائرات العدو السعودي نفذت أمس 5 غارات جوية على معسكر المطار القديم، ثلاث غارات الساعة التاسعة والنصف صباحاً، واستهدفت من خلالها عدداً من المباني التابعة للمعسكر، وغارتين شنتهما المقاتلات الساعة الواحدة ظهراً استهدفتا أيضاً معسكر المطار القديم ومنزلاً سكنياً لأحد المواطنين في شارع الخمسين بمديرية التعزية، مما نتج عن ذلك استشهاد جميع أفراد الأسرة، بالإضافة إلى إصابة آخرين صادف مرورهم من جوار المنزل أثناء القصف. وأكد ذلك ل"اليمن اليوم" مدير عام مديرية التعزية، العقيد حميد علي عبده، موضحاً بأن الغارة الجوية للعدو السعودي استهدفت منزل المواطن قائد نعمان بن نعمان في شارع الخمسين. وأشار العقيد حميد إلى أن الغارة نتج عنها استشهاد 6 من أسرة نعمان وهم: (قائد نعمان بن نعمان، وحبيب قائد، عبدالله قاسم، موفق محمد نعمان، رائد عبدالله محمد، وشخص آخر لا يزال مجهولاً بسبب تمزق أشلائه من شدة القصف)، لافتاً إلى إصابة 3 آخرين كانوا على متن دراجة نارية في جسر الخمسين. وكان المطار القديم تعرض، الخميس، ل(5) غارات. وفي جريمة أخرى لا تقل بشاعة عن الجرائم السابقات التي ارتكبها العدو السعودي ضد الشعب اليمني، منذ 26 مارس الماضي، منعت أمس المقاتلات السعودية فرق الإنقاذ من انتشال جثث المواجهات المسلحة التي دارت داخل معسكر المطار القديم بين قوات الأمن الخاصة ولجان أنصار الله من جهة، والكتيبة المتمردة عن اللواء 35 مدرع مسلحي الإصلاح من جهة أخرى، وتكللت تلك المعارك بسيطرة قوات الأمن الخاصة واللجان الشعبية على المعسكر، منتصف ليل الأربعاء الماضي، بعد حصار استمر نحو أسبوعاً كاملاً. وقال ل"اليمن اليوم" مدير مكتب الصحة بمحافظة تعز الدكتور حسن العزي إن فريقاً من مكتب الصحة والدفاع المدني والبحث الجنائي مكوناً من 3 سيارات إسعاف وسيارة دفاع مدني وطقم تابع للبحث الجنائي بالإضافة إلى سيارة خاصة بنقل جثث ضحايا المواجهات، نزلوا صباح أمس، بناء على توجيهات محافظ المحافظة شوقي هائل، إلى معسكر المطار القديم لانتشال الجثث الملقاة هناك لليوم الثالث على التوالي، إلا أنهم فوجئوا بقصف شديد من طائرات حلف العدوان. وأضح الدكتور العزي أن الفريق تمكن من انتشال 3 جثث ووضعها على سيارة الإسعاف، قبل أن تقوم مقاتلات العدو السعودي بقصف مواقع داخل المعسكر، مشيراً إلى أن الفريق حاول الاختباء حتى لا تتم إصابتهم نتيجة القصف ثم عادوا من جديد بعد مغادرة الطائرات التي فوجئوا بها تعود مرة ثانية وتقصف المعسكر، فاضطروا إلى الاحتماء مع السيارات بعيداً عن الطائرات، ولم تمض سوى لحظات حتى عادت الطائرات وقصفت في ذات المكان، مما دفعهم إلى الانسحاب تماماً من داخل المعسكر. وأضاف مدير عام الصحة بتعز قائلاً: (قصف المكان الذي يتواجد فيه فريق الإنقاذ لانتشال الجثث يعني أن الهدف هو ضرب الفريق، وأيضاً منع انتشال الجثث، وأن الضربتين السابقتين عبارة عن تهديد لفرق الإنقاذ بأن الضربة الثالثة ستكون موجهة نحوهم مباشرة، وهو ما حدث فعلاً، ولولا أن الفريق كان قد انسحب من المكان لكان لدينا ضحايا جدد).