طوال شهر مضى منذ بدء العدوان الصهيوأمريكي على بلادنا والذي تحملت مسئولية تنفيذه الجارة الكبرى المتمثلة بمحمد بن سلمان ووالده، آخر الملوك من أبناء عبدالعزيز آل سعود، وتصرفاتهم تؤكد شيخوخيتهم وبدء أفولهم، والظلم مرتعه وخيم! ومنذ بدء العدوان تعتبر العشرة الأيام الأخيرة التي مضت في تاريخ تعز واليمن بشكل عام هي الأعنف وأشدها قسوة وإرهاباً وغطرسة لم تعرفها البلد طوال خمسة عقود مضت، على الأقل، استخدمت فيه قوى العدوان أعنف وأقوى أنواع الأسلحة غير التقليدية والمحرم استخدامها دولياً مثلت ذروتها القنبلة التدميرية الإبادية الملقاة على صنعاء المكتظة بالمدنيين والمساكن، لتخلف مأساة من أكبر المآسي التي يشهدها العالم في تاريخ الإنسانية، ولعنة في جبين النظام العالمي المتمثل بأمريكا وأدواتهم في البلدان العربية والإسلامية، تاركة آثاراً كارثية مادية ومعنوية على الحاضر والمستقبل لن تكون أقل مما تسببت به القنبلة الذرية على اليابان في القرن الماضي، مع فارق التقدم الزمني والسرعة التقنية للتكنولوجيا في تداول المعلومات المتعلقة بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل عن تلك الكارثة التي خلفتها أكبر جرائم العصر، والأعنف على مستوى العالم الحديث، وقادم الأيام كفيل ببيان تداعيات جرائم العدوان الخارجي التي ستأتي نتيجة حتمية لكرة مرتدة بذات القوة والاندفاع ستعود على مصدرها وعسكرياً.. يقال إن أقصى زاوية للمدفع هي قذيفة تدميرية للمدفع ذاته يتم إطلاقها لتعود على مصدر إطلاقه، مدمرة بذلك المدفع وهو آخر خيار يستخدمه المنهزم حتى لا يترك السلاح غنيمة للعدو، ولهذا فإن قوى العدوان الخارجي باعتداءاتها- طوال شهر كامل- ساهمت بأيديها بصناعة أسباب زوالها ولم تترك لنفسها سلاحاً يمكن أن تخوف به مستقبلاً الشعب اليمني، فما من سلاح فتاك ولا من وسيلة إبادة يمكنهم استخدامها إلا وقد استخدموها، إلى موقفهم هذا الذي لا زال حاضراً وما زالت دماؤنا من جنايتهم طرية تسيل حتى اللحظة، تاركة جراحاً عميقة في الجسد اليمني، ومع ذلك مازال اليمنيون صامدين ثابتين بعزة وكرامة وحرية من النادر أن نجد له نظيراً بين كل شعوب العالم، مجسدين بعد أربعة عشر قرناً مصداقية قول نبينا الصادق الأمين، عليه وعلى آله الصلاة والسلام: الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية.. فإن قلنا لشعبنا اليمني علينا أن نخاف ونخضع للقوى الخارجية حتى لا يحاصرنا الخارج ويمنع عنا كل شيء حتى الدواء والغذاء والوقود نجدهم قد عملوا كل ذلك ولم يؤدِّ لنتيجة بل كانت النتائج عكسية، كلما اشتد خناق المجتمع زاد تماسكه وتكافله مع بعضه البعض، ما كشف عن ثقة بالله وأصالة وحس سياسي رفيع يحسب لشعبنا اليمني العظيم الذي يستحق كل الخير وتهون من أجله كل التضحيات.. وإن قلنا لشعبنا اليمني علينا أن نخاف ونخضع حتى لا تشن علينا غارات عسكرية بحراً وجواً تستهدف معسكراتنا ومقرات السلطة العامة حتى الخدمية منها وكذلك قصف المدن الآهلة بالمدنيين والمدارس والمنازل وقذف الصواريخ عليها حتى بيوت الصفيح التي يمكن هدمها برمي الأحجار دون حاجة لتلك الغارات الجوية والصواريخ التي لا يفهم منها سوى الحرص على الإمعان بالقتل والإجرام والتنكيل وتعميق الجراح في هذا الشعب.. وإن قلنا لهم سيشنون غارات وتفجير صواريخ وسط مدنكم فيفزعون أطفالكم ونساءكم في أنصاف الليالي ويحدثون أضراراً تدميرية بأحيائكم ومنازلكم أو أنهم سيقصفون ناقلات القمح وناقلات النفط ومحطات تزويد الوقود والطرق العامة والجسور والموانئ والمطارات، كل ذلك قد تم ونفذوه لم يهز لهذا الشعب شعرة في نواصيه ولم يخضع جبهة من جباه أبنائه الأحرار، بل كان عاملاً من العوامل الأساسية في الإصرار على رفض ذلك العدوان وسبباً وجيهاً لعدم الخضوع والانصياع لشروط قوى العدوان الخارجية باعتبارها باطلاً من الخيانة الخضوع له وتفريطاً بدماء الشهداء القبول بشروطه بعد كل هذه التضحيات.. وإن قلنا لشعبنا اليمني نخضع ونخاف حتى لا يقوموا بتجنيد ضعاف النفوس في أوساطنا وإيهامهم أن هذا العدوان الخارجي على كل المقدرات العامة للبلد يهدف لإعادتهم للسلطة وتمكينهم من حكم البلد مجدداً وتسليط جانب منهم لتحديد الأهداف وزرع الشرائح داخل بلدهم للأماكن التي يريد العدو الخارجي استهدافها، وأنهم سيجندون من يقوم بالتصفيق والتكبير لكل انفجار يستهدف وطنه ويقتل إخوانهم اليمنيين، وأنهم سيغسلون أدمغتهم أن صواريخ عدوانهم وحربهم لن يتضرر منها موالوهم، وأنها ستنتقي أهدافها حسب الانتماء واللون، كل ذلك قد جرى تنفيذه ولم يثبط من عزيمة الشعب اليمني ولم يهزمه من الداخل، فبالعكس اهتزت مواقف مواليهم وتخلخلت صفوفهم بسبب تعارض موقفهم من العدوان مع المصالح العامة للشعب وانكشاف مواقفهم بالظهور كالمجاذيب الذين لجلب الجمهور يقومون بضرب أنفسهم وإيذاء أجسادهم بآلات حادة/ ولهذا فإن شعبنا اليمني جاهلٌ من يحتقره، وغبي من يحاول استغفاله، ومجرم من يفكر بإيذائه أو يفسد في شؤونه أو يتواطأ مع أعدائه، فهذا شعب كريم وحر وصابر لا يهان ولا يذل.. إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر.. فاليمن بطبيعته الجغرافية والمناخية والسكانية ليس من المبالغة الجزم أنها بيئة بالفطرة مقاومة للعدوان الخارجي وبكل صمود وعنفوان وتلقائية، لذلك تألبت علينا كل تلك القوى لما سمي بالتحالف الدولي، فإن لم يكونوا يخشوننا وترهبهم مناعة وثبات بلادنا ما تحالف ضدنا كل هؤلاء، ونحن خارجون من أحداث وظروف يفترض لو كنا كسائر البلدان منهارين بسبب الأحداث الداخلية التي واجهناها دون عدوان، لكن عناية الله ورحمته باليمن أرضاً وإنساناً كانت سبب انفعال وغضب المعترضين على تلك المشيئة الإلهية، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. سؤال: ما الذي تحقق من العدوان لخارجي على بلادنا؟! لم يتحقق شيء سوى تمكين تنظيم القاعدة من السيطرة على المكلا، وتأخير وصول الجيش واللجان الشعبية إليهم لتخليص إخواننا في المكلا من إجرام وفساد عصابات القاعدة!.. تعز وحمود سعيد: كنت أظنه استفاد من أخطائه التي اقترفها في ثورة 2011م والتي كان أبرزها اختطاف الثورة من يد الثوار الحقيقيين واختزالها بشخصه وتجاهل كافة الرموز والأعيان المعتبرين من أبناء تعز، واقتياد الثورة وتعز إلى تلك المآلات الخاسرة التي كان أبرزها تسوية المبادرة، والتي كانت تعز والثورة وحمود سعيد الغائب الأبرز عنها لتمثل طوال المراحل اللاحقة طرفاً غير مرضي عنه مغضوباً عليه، ولم يتحقق من تصدر وزعامة حمود أي مكسب يذكر سواء لتعز أو للثورة، وهو أكثر من يدرك ذلك وأنه لم يحصد أي مكسب عام سواء للمحافظة أو الثورة، سوى توسع مساحة نفوذ شخصية ارتبطت به وجنى منها بعض المكاسب المادية، إلا أنه نتيجة تزايدها تحولت لعبء عليه حاول التخفف منها الفترة الأخيرة لذلك هو يدرك قبل غيره وهو يحاول التمترس بتعز أن تعز أكبر من أن تختزل بشخصه، وأن تعز انتماؤها لصوت أيوب طارش ولريشة هاشم علي ولمشاقر بنات الجبل ومواقف أحمد سيف الشرجبي ونضال الأستاذ النعمان، أكبر من انتمائها لبنادق حمود سعيد ومغامراته التي ليس معه من تعز سوى موضع أقدامه، فيما البقية من الفكرة حتى الرصاصة سعودية الهوى والولاء، كما أن مواجهاته ليست كما يحاول توظيفها واستثمارها أنها ضد مران أو أنصار الله، هو يعلم أنه لم يستهدفه أحد من هؤلاء ولم يكن في يوم من الأيام هدفاً لهم، لكنه دفاعاً عن نفوذه بالباطن على اللواء 35 وتسخير تلك المؤسسة العسكرية العامة لخدمته وحماية نفوذه أزعجه حسم قيادة الجيش لتمردهم وتقويض مساعيهم بالسيطرة على مدينة تعز من خلال نشر العربات والدبابات في الشوارع العامة بالمدينة، فقرر رفضاً لذلك الإجراء المتعلق بالمؤسسة العسكرية البدء بمواجهات داخل المدينة مع قوات الأمن الخاصة وبقية قطاعات المؤسسة الأمنية والعسكرية بالمحافظة الخارجة عن سيطرتهم، كما أنه أوقع نفسه في تناقض حين يرفع راية مقاومة الغزو من الداخل الذي أشار أنهم قادمون من مران وصنعاء وذمار، متجاهلاً أنهم إخواننا في الوطن، فضلاً عن تجاهله موقفه المعلن بالتواطؤ والتعاون مع الغزو الخارجي لبلاده وإشادته بقصف الطيران الخارجي لمدينته تعز والذي زادت ضراوة عدوانهم عليها عقب إعلانه بدء حروبه التي لم تجنِ منها تعز سوى الويلات منذ أول ظهور له على الساحة حتى يومنا هذا.. وهكذا من يكن الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب. نسأل الله السلامة وحسن الختام..