كان مدفع رمضان بتعز المعروف بمدفع (علي حمود) يدوي حتى يسمع صوته الى القرى المجاورة لمدينة تعز وكان جزءاً من معالم رمضان ويرتبط به الكبار رجالا ونساء أما الأطفال فقد كان صديقهم وصاحبهم يغنوا له كل يوم أغنيتهم التي تحفظها أجيال تعز (دفع دفع يا علي حمود ) اليوم يطلق المدفع بصوت خافت ومرتجف لا يصل إلى اطراف المدينة ؟ وبعض الاحياء تتساءل أين مدفع رمضان، فرمضان في تعز بلا مدفع ناقص وحزين؟ والمدفع بصوته الخافت وجوده كعدمه ؟ والأطفال يسألون هل مات (علي حمود) هذه الشخصية الأسطورية التي رددها الأطفال والكبار ؟ والأطفال بالمناسبة تطالب الكشف عن مصير(علي حمود) لأن المدفع اليوم ليس مدفعه والصوت ليس صوته ويريدون أن يعرفوا هل هو حي او ميت ويخافون فعلا ان يكون محتجزاً مع انقلابيين انقلبوا على مدفع رمضان ونكهته الجميلة ؟ وربما بدلوا بديلا عنه واحداً آخر ليس له علاقة بالأطفال ولا برمضان وقد يكون من أولئك الذين ساهموا في ضرب المدينة وقتل الأطفال وأمهاتهم يوما ما في غرف نومهم... لقد اختلف الزمان وضاع الوفاء و الناس تختطف هذه الأيام روساء منتخبين ويجدون قطاع طرق وأعداء كثر لفرحة الشعوب يدعمونهم بالمليارات فأصحاب قلة الخير وقليلو المروة كثير ؟ ... السنوات الماضية التي مرت بدون مدفع كنا نبررها بأنها أيام مخطوفة فقد حاولوا أن يخطفوا منا الجمهورية والثورة والنشيد الوطني ومدفع (علي حمود) .....أما الآن بعد الثورة فالمفترض أن يدخل رمضان مشقّر بمدفع (علي حمود) وليس بمدفع آخر لا يسمعه أحد ؟ ويفقد الأطفال صوت ونكهة مدفع رمضان ...؟ كل أبناء المدينة الذي هم أطفال أمس وأطفال اليوم أصدقاء علي حمود يطالبون بالمدفع الأصلي وليس المزور الذي لا يسمع حتى الى وادي القاضي ونخاف أن يستمر تجاهل المطلب التاريخي لأطفال تعز فيرتفع سقف مطلبهم فلا يقفون عند المطالبة بعودة مدفع (علي حمود) بل بمحاكمة من يقف وراء تغييب (علي حمود) وتغيير مدفعه او إضعافه؟ .... وعندما ترتفع سقف المطالب لن يرجع الأطفال إلى الوراء صدقوني ؟ وسيتضرر كثير وستكتشف بلاوي الكثير وستظهر وقائع الفساد في دار النصر وقلعة القاهرة وأماكن أخرى وستفتضح رؤوس كبيرة كنا نظنهم من الأخيار ؟.. ولأننا في عصر الشعوب ومطالب الجماهير تنفذ فإننا نطالب السلطات المعنية بإنقاذ المدفع وإطلاق سراحه والكشف عن الزعيم التاريخي (علي حمود) وإطلاق اسمه على شارع صبر دار النصر وفاء له ولإسهاماته التاريخية مع العلم ان مدفع (علي حمود) معروف وصوته مألوف اقرب الى صوت الرعد منه الى صوت الحرب؟ ... الأطفال من عاشقي مدفع علي حمود لا يجدون مبررا لإضعاف مدفعهم وربما تبديله بآخر وإهماله وعدم تحسينه سوى أن الذوق العام قد مات والإحساس بالحياة قد جف ونضب والمسؤولية قد ضمرت عند الناس ووصلت حد اليباس وارتفع عدم التمييز بين ما يجب فعله وما يجب تركه وبين ما يجب الحفاظ عليه وتحسينه من مآثر ومحاسن وما يجب ردمه من سلبيات وأخطاء.. والمختصر المفيد ......الشعب يريد مدفع (علي حمود) وليس مدفع لا فرق بينه وبين الطماش؟ [email protected] رابط المقال على الفيس بوك