1كثرت الإشاعات وزادت حدة الحديث في الشارع اليمني عن أسباب تواجد بعض أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام في الرياض حيث يتساءل الشارع اليمني عن طبيعة المهمة لهذه القيادات وهل جرت بالتنسيق مع القيادة التنظيمية في الداخل أم أنها بوادر انشقاقات وتباين في المواقف والتوجهات والرؤى حيال إيجاد حلول للأزمة, كما يميل البعض من المتحدثين في الشارع إلى كونها قد تكون أدوار عمالية مع السعودية بينما يتحدث آخرون عن وجود تنسيق خفي متفق عليه بين القيادات المؤتمرية ككل وهدفها بحث حلول سلمية للأزمة، ومهما يكن لقد اعتاد المؤتمر الشعبي العام على شائعات من هذا القبيل وكم لاحظنا خلافا واختلافات مؤتمرية مؤتمرية على الطاولة ما تلبث أن يخرج منها التنظيم الرائد باتفاقات تدحض تلك الأقاويل على علتها فتخرص ألسنة من يسعى ويراهن على التفكك والتشظي في المؤتمر طبعاً لأن هذا المسعى لا يعكس سوى رغبات وتمنيات الخصوم الذين يكتشفون في كل مرحلة وطنية أن المؤتمر يمتلك من الديمقراطية وحق إبداء الرأي ما يمثل حماية له من التشظي والانقسام كما حدث لدى أحزاب صارت بثلاثة وجوه وليس أعظم من محاولة هادي لشق صف التنظيم قبل أن يفقد شرعيته بل وحين كان يحكم في صنعاء وباءت كل محاولاته الانشقاقية بالفشل. 2المؤتمر عصي على التمزق بحسب المراحل والصعبة والمؤامرات الكبيرة والمنعطفات الحساسة التي تعرض لها والتي مر بها وبالأخص منذ العام 2011م فأظهر قدراته الكبيرة على إحداث توازن بين قياداته سواءً كانت مدنية وليبرالية وقبلية وما من شك أنه سيتجاوز المرحلة الوطنية العويصة فهو المعوّل عليه وطنياً وإن كانت هناك رؤى لدى بعض قياداته ليست أكثر من رؤى وانطباعات شخصية ستؤول إلى غاية واحدة وهدف وطني موحد، ومن يراهن على الانشقاق والخلافات فهو حتماً لن يجد مجالاً واقعياً لتكهناته وأوهامه فالسعودية بثقلها وعدوانها لم تستطع شق الصف ولذلك لن تصمد كثيراً في هذه المناورات ولن تستطيع توطيد حلول لا تراعي الرؤية الوطنية للتنظيم الرائد كما هو موقفه داخل الوطن وأن ذهبت الأمانة العامة بكامل أعضائها إلى الرياض لبحث حلول لأنهم في الأخير لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك سلمان الباحث عن سبل تحفظ ما تبقى من ماء وجه مملكته وأسرته الناقمة للخروج من فداحة خطأ العدوان على اليمن ولن ينجح في فرض إرادة معينة ما لم يبحث حلولاً جادة لمملكته أولاً قبل الفضول بإيجاد حل سياسي يظهر ترضية جميع الأطراف الوطنية وفي باطنه فرضيات تحضن الرغبة السعودية الإملائية على العاهات الحزبية الحاضرة مؤتمر الرياض وعلى المؤتمر الشعبي العام التنظيم الذي يمسك بعلة البلاد ودوائها في آن واحد ويتمسك بخيوط تجربته المخضرمة داخل السلطة كحاكم وخارجها كمعارض، وهذا بحد ذاته يمثل كفالة بأن الحل لن يستتب وعميد الأحزاب والمكونات مقصياً عن فرضيات أي حل وتعرف السعودية ذلك وإن حاولت استمالة أطراف من داخل المؤتمر أو من خارجه في فنادق خمسة نجوم بالرياض وسواءً كان هؤلاء حلفاء أو خصوم للمؤتمر لأن الأخير يراهن في طروحاته على إيقاف الحرب العبثية ومع إبداء موقفه المحدد من العدوان الملعون ويساوم على الغلابي والمساكين ومن تأثروا بالحرب وتبعاتها في الداخل وما سببته من مشاكل تعثرت معها عودة عالقين في مطارات العالم إلى وطنهم ولم يلتفت إليهم حزب سواه. 3 مع أن هذا الكلام سابق لأوانه وليس مناسباً ليكون مثار حديث في هذه اللحظة إلا أن أي تغيير في قيادات المؤتمر يجب أن يكون له محدداته ومنظماته، ويجب أن يتم في الداخل وعبر عقد مؤتمر التنظيم كما تنص على ذلك لوائحه الداخلية ونظامه الأساسي وهذا كلام مفروغ منه ومن هذا المنطلق، إن أي محاولة لإبرام اتفاق سياسي يجب أن يأتي معتبراً لرؤية تنظيمية تستند إلى محددات هذه اللوائح ذاتها لتحمل رؤية جماعية ستحصل على إيذان مسبق بموافقة هيئات الحزب مش هكذا سيبانية كما يقال وأعتقد أن الكل يفهم ذلك من الإرياني إلى بن دغر إلى الزوكا إلى الشايف إلى بن عزيز إلى الراعي إلى القربي إلى البركاني وياسر العواضي وحسين حازب وجميع القيادات وحتى قيادات الأحزاب والتنظيمات الأخرى تعرف هذا عن الأداء التنظيمي داخل هيئات المؤتمر. 4وللتذكير فقط فقد فشلت محاولة خلق قيادة جديدة للمؤتمر من خارج الوطن لأن ذلك العمل لا يعدو في كونه عمل مختل ومخالف تماماً لرؤية القواعد الشعبية للمؤتمر ولم يحدث في تاريخ التنظيم أن عقدت اجتماعات في الخارج برغبة شق أو انقلاب أو تجاهل الدفة الوطنية العظيمة التي تحرك التنظيم من الداخل ولنا مثل عظيم في فشل وإخفاق عقد مؤتمر كان من المقرر عقده في القاهرة بغرض تشكيل قيادة للمؤتمر والمضحك أن أحد اللصوص الناهبين لمال التنظيم واحد من الذين سيحضرونه.. هل تتذكرون شخصاً اسمه عبد المجيد قباطي.. وبعيداً عن هذا الدلو ليس خفياً على أحد أن المؤتمر تأسس بفكرة وطنية يمنية خالصة فوق التربة اليمنية ولم يأت بنظريات تأسيسية قادمة من الخارج ومستوردة من خلف الحدود اليمنية وليكف الجميع عن إطلاق إشاعات وأقاويل نسيت بلدا يعاني وشعبا يحتضر وذهبت إلى أماني هلامية لن نرى منها سوى الوهم والاعتقادات الباطلة.. قلت ما قلت بدون تغوّل حزبي وأخيراً أثق بأن كل القيادات في المؤتمر الشعبي العام ممن هي في الداخل ومن ذهبت إلى الرياض يجنحون تحت مظلة موقف واحد وإن تباينت التفاصيل فالعنوان العريض لهم جميعاً إدانة العدوان أيها المفتون في الأزقة والشوارع اليمنية.. وما عليكم أيها السائرون في مواكب زعم الانشقاقات سوى التذكر بأن المؤتمر الشعبي العام وجهكم باتجاه كعبة الوطن جميعاً في العام 1982م حين امتدت أذرعكم للخارج فبترها بأدب وهي مازلت متسقة بمعاصمكم وأطلقكم باتجاه الحرية والتنمية والمساواة في العام 1990م.