مما لاشك فيه أن الإنسان اليمني شيد حضارة من أعظم حضارات العالم القديم ولن يستطيع أحد إنكارها، ومن لديه بعض الشك فعليه العودة إلى ما كتب عن اليمن وحضارته ومن يريد التأكد أكثر يمكنه زيارة اليمن ليرى بأم عينيه ما يزخر به هذا البلد من تراث وموروث حضاري عظيم شهد له رب العزة جل جلاله في محكم كتابه العزيز، كما تحدث عنه كل المؤرخين في كتبهم، ولعل من أهم وأشهر هذه الآثار سد مأرب وقصر غمدان وعرش بلقيس المذكور في القرآن الكريم وآثار حضرموت وشبوة، وبالتأكيد لا تخلو أي منطقة في اليمن من معالم أثرية تدل على عظمة الشعب اليمني. وفي هذه الأيام تتعرض هذه الآثار في كافة أنحاء البلاد لهجمة سعودية غاشمة، حيث تقوم طائرات العدوان السعودي بقصف تلك الآثار وتدميرها ومحاولة طمس هوية الشعب اليمني وآثاره وحضارته، فكلنا تابعنا وشاهدنا كيف أن السعودية تستهدف وبحقد دفين كل آثارنا في كل المحافظات فقد استهدفت المساجد والمتاحف والقلاع والحصون والمواقع الأثرية ودمرتها، وقد سبق لمنظمة اليونيسكو أن وجهت نداءات إلى دولة العدوان بالكف عن استهداف المناطق الأثرية اليمنية لأنها تدخل في نطاق التراث العالمي الذي يتوجب حمايته وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية المعنية بحماية تراث الإنسانية ولكن لم تتم الاستجابة لهذه النداءات والمناشدات من قبل المنظمة وكل المنظمات الدولية. وفي اعتقادي أن السعودية باستهدافها الآثار اليمنية تؤكد مدى حقدها على اليمن وآثاره العظيمة، ولأنه نظام لقيط لا تاريخ له فقد لجأ لتدمير آثار اليمن العظيمة في محاولة فاشلة لطمس هوية اليمن وتاريخها وآثارها، وأقول فاشلة لأنه مهما عمل فلن يستطيع محو حضارة اليمن التي يشهد لها العالم لكنه فقط قدم نفسه عدواً لئيماً للإنسانية وكل تراثها وآثارها، وما يحصل في العراق وسوريا من تدمير للآثار على يد المنظمات الإرهابية الممولة والمدعومة من نظام آل سعود أكبر دليل على هذا الكلام. كلنا نعرف قصة سد مأرب الذي يعود تاريخه إلى نحو القرن الثامن قبل الميلاد ويعتبر أقدم سد معروف في العالم كما أنه يعد من روائع الإنشاءات المعمارية في العالم القديم، كما أننا نعرف قصة الفأر الذي خرب سد مأرب قديماً وهاهو الفأر يعود ليدمر السد الذي تمت إعادة بناء جزء منه خلال السنوات الماضية، لكنه فأر من نوع آخر يريد تدمير كل ما له علاقة بالحضارة اليمنية على مر العصور دون ذنب سوى أن هذا النظام يكره كل ما له علاقة بالتاريخ والآثار الإنسانية التي بنيت على مدى التاريخ خاصة في منطقتنا العربية، وبالتأكيد فإن الفأر السعودي الجديد لن ينجح في تحقيق أهدافه لأن اليمن وتاريخها وحضارتها أكبر منه وأعظم وسيثبت الشعب اليمني ذلك وسيعيد كل ما دمره هذا العدوان الغاشم وستظل حضارة اليمن وتاريخها نبراساً لكل الأجيال وسيبقى الفأر فأراً كما هو دون تاريخ أو هوية لكن سيذكره التاريخ في صفحاته السوداء أنه حاول تدمير حضارة اليمن وفشل.