قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس إنه سيلتزم بحدود صلاحياته الدستورية لإيجاد حل لأزمة تشكيل الحكومة بعد خسارة حزبه العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة في البرلمان، لكنه توعد "من يحرمون تركيا من حكومة" بدفع ثمن ذلك. وكانت أحزاب المعارضة طالبت بالتزام الرئيس "الفخري" بسلطاته القانونية وعدم التدخل في تكوين الائتلاف أو تحديد توجهاته. ويشكل تراجع حزب العدالة والتنمية هزيمة شخصية لأردوغان الذي ألقى بكل ثقله في الحملة الانتخابية دفاعا عن إقامة نظام رئاسي قوي. وفي أول ظهور علني له منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد، قال اردوغان إنه يجب عدم السماح لأي تطور سياسي بأن يهدد مكاسب تركيا. وأضاف أنه سيقوم بدوره لإيجاد حل في ضوء السلطات التي يكفلها له الدستور. والبديل عن تشكيل ائتلاف بين الأحزاب الفائزة في تركيا هو تشكيل حكومة أقلية لا يتوقع أن تعمر طويلا، أو الاتجاه إلى انتخابات مبكرة غير مضمونة النتائج بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. من جهة ثانية، دعا أردوغان الأحزاب السياسية الخميس إلى تشكيل حكومة ائتلافية "في أسرع وقت ممكن". وقال أردوغان إن "على الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانبا.. ويشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن في إطار العملية الدستورية". وأضاف أن نتائج الانتخابات "لا تعني بالطبع أن تركيا ستبقى بلا حكومة" وأضاف أنه يأمل أن تفضل الأحزاب السياسية "الحل بدلا من الأزمة". وتابع قائلا إنه "لا يمكننا أن نترك تركيا بدون حكومة، بدون رأس (...) من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك (...) أدعو كافة التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها لكي تتمكن بلادنا من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة". وأدلى أردوغان بكلمته خلال حفل تسليم الشهادات لخريجين أجانب في مقر غرفة التجارة في أنقرة. وقال أردوغان إن نتائج الانتخابات "هي مشيئة الله. على الجميع احترام رغبة الأمة. على الأحزاب السياسية أن تقرأ المشهد (السياسي) جيدا". ورد رئيس حزب الشعب الجمهوري مباشرة على خطاب أردوغان عبر حسابه على موقع تويتر، مؤكدا أن حزبه يعمل بقوة لإخراج تركيا من هذا الوضع الصعب. وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو أن حزب العدالة والتنمية سيجري مشاورات حكومية، محذرا من أنه إذا وضعت أحزاب أخرى عراقيل ولم يتم التوصل إلى حل سيفضي ذلك إلى تنظيم انتخابات مبكرة. والخميس أعاد أوغلو التأكيد على أن حزبه جزء أساسي في الحكومة. وقال "إن الحزب الوحيد القادر على تقديم حلول واقعية هو حزب العدالة والتنمية"، مضيفا "أن تركيا من دون حزب العدالة والتنمية ستتمزق مثل العراق ولبنان".