بعد كل مجزرة، وبعد كل ضربة مدمرة ومخربة للعمران ومظاهر الحضارة، يقوم بها آل سعود، الذين توافرت لديهم الأحقاد والثروات والأسلحة المتطورة، ترانا نعبر عن انفعالاتنا وغضبنا وألمنا وفجائعنا ومظلمتنا، كلٌّ بطريقته، وكل الطرق هذه غير فعالة. ففريق يقول: يا سلمان بن عبد العصيد، يا آل سلول، يا عملاء إسرائيل وأمريكا.. وفريق يقسم: والله، مهما قتلتم، ومهما دمرتم وخربتم، لن نستسلم يا آل سعود يا مناحيس يا أنجاس، سنعزوكم وسندخل إلى قصوركم في الرياض.. وفريق ثالث يصيح: أين المسلمين، أين العرب، أين الضمير الإنساني، أين المنظمات الدولية؟ ورابع يبتهل: يا رب أهلك آل سعود، دمرهم كما دمروا بلادنا، أرنا فيهم عجائبك ونقمتك.. وخامس يقول: أمرهم لله، حسبنا الله ونعم الوكيل، الله أكبر عليكم يا متكبرين يا قتلة يا معتدين.. وفريق، وفريق... والحال إن صورة آل سعود في أذهاننا هي كما نظهرها عملاء قذرون، وصلتهم بإسرائيل أمتن من صلتهم بالإسلام والعروبة، ولا جدوى من استعطاف العرب والعجم والمنظمات، لأن أمراء النفط قد اشتروا الجميع، والمعتدون قد استبقوا عدوانهم على اليمنيين بسحب السفراء من اليمن وإخراج المنظمات كي لا يروا شيئاً، كما حجبوا إعلامنا عن العالم، ولم تصل إليه من فضائح وقبائح العدوان إلا أخبار وصور قليلة.. والحال أيضاً أن الحوقلة والحسبلة والدعاء على آل سعود لا يفيد، لا ينفعنا الدعاء عليهم باللسان، ولن يرتدعوا، ولن يُدَمَّروا، ما دمنا نحيل المهمة إلى الله، فالله لا يقبل منا توجيه الأوامر إليه، ولا يجوز أن نطلب منه القيام بأي فعل نيابة عنا. الموقف الصحيح أن القول باللسان ينبغي أن يعضد بحركة وفعل، وعندما نتحرك ونفعل، سوف يؤيد الله حركتنا ويدعم فعلنا.. لدينا جيش وأمن، ولدينا لجان أنصار الله، ولدينا رجال قبائل، وهذه القوى تقاتل المعتدين من الخارج، وتقاتل عملاءهم في الداخل في وقت واحد، ومقاتلة المعتدين وعملائهم صار اليوم فرض عين، وليس مجرد فرض كفاية، وبدلاً من السخرية والشكوى واللوم والدعاء والغضب، ينبغي الانتقال إلى دائرة الفعل الإيجابي، فمن يقدر على القتال وتيسَّر له ذلك فلينضم للجيش والأمن واللجان الشعبية، ومن لا يقدر على القتال فليدعم المقاتلين بالتبرعات النقدية والعينية، وحملة دعم المجهود الحربي أبوابها مفتوحة.. وأضعف الإيمان أن نتنبه للشائعات والأخبار الكاذبة التي يروجها إعلام العدو، ومكائد الطابور الخامس من إرهابيين ولصوص في الداخل، كما يتعيَّن على كل أسرة عدم السماح للإرهابيين والعملاء في الداخل بتجنيد أي فرد من أفرادها.