حدثنا صاحب اليمان، أن الأحداث الجسام والأهوال العظام في بلد اليمن والإيمان، طالت أهم متطلبات حياة الإنسان. وأهمها: الكهرباء، على مر الزمان. وأخبرنا أن الكهرباء طال غيابها عن سكان الأرض اليمنية بسبب اقتتال بعض البرية. وبشرنا أن الكهرباء باتت تزور الناس كضيف خفيف رائده المثل القائل: يا بخت من زار وخفف. لذا تهواه الناس جميعاً، متمنين طول مقامه. وأنبأنا أن الكهرباء هي "ضيف الشرف" في هذا الموقف، من تهتز له الغسالات فرحاً، وترقص الخلاطات والماكينات على وقعه طرباً. واستطرد يقول: في بلاد اليمان صارت البشرية من نعمة الكهرباء محرومة، لأن الأبراج في منطقة بالصراعات مغلوبة، وتلقاها دوماً مضروبة. وتعجز فرق الإصلاح الهندسي من شهور عن بث النور للناس، لأن بعض الناس حيث الأبراج بتأثير "الصُراع" موكلٌ ببث نار الصِراع. كما يأكلُ الحَرُ المطلين على البحر. وخاطبها قائلاً: أيتها الكهرباء، إنكِ معذورة، وأحلامنا معكِ صارت مهدورة. جعلوكِ "مضربة" وعاش اليمانون بعدك في "مندبة". لا تعوضنا الأجهزة البديلة عنكِ، من لشحنها بعد تفريغها تحتاج إليكِ. وإذ نعذر انقطاعكِ عنا، فلا يسوؤنا "انقطاع التيار" إنما الفاتورة المقطوعة عن الخدمة المقطوعة يزينها "التهديد بقطع التيار" ما لم يتم "التسديد"، بينما العقاب الأوجب "إعادة التيار"! وزاد صاحبنا شرحاً: الناس الحالمون بالكهرباء المقطوعة طول اليوم، شَدَوا بمقطوعة "أحب أشوفك كل يوم". وهكذا صارت أمنية، ومعها من له بين المقامات أغنية: الوقود؛ الذي تتزود به الكهرباء لنفع الوجود: سألوني الناس عنك يا وقودي!... قلت لهم: راجع بعد المجهودِ (...). وبقي السؤال: الكهرباء- بسلامة الله وحفظه- متى تعود ليستضيء الناس دروبهم، ثم يشجعون من يخوضون حروبهم. اختتم صاحب اليمان مقامه بمقالته: بقيت "الكهربا" محك التجربة، مع شؤون أُخَر. وسيُجمِع الناس بالحب والتقدير لمن يعيد الكهرباء حتى ينعم بها كل البشر. وينقل اليمانين من مقامة الظلمة إلى مقامة النور، حتى يتم الله نوره بعباده الصالحين.