كشف مصادر خاصة ل"اليمن اليوم" إن خلافات حادة نشبت داخل غرفة عمليات قيادة تحالف العدوان السعودي على خلفية تعاظم السخط الدولي تجاه مجزرة المخا والتي راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح من مهندسي محطة كهرباء المخا وأُسرهم. وقالت المصادر إن الغارات الجوية على مجمع سكني في المخا جاءت بناءً على معلومات قدمها لغرفة عملية العاصفة الدكتور رشاد العليمي وحمزة المخلافي، حيث أبلغا قيادة التحالف بأن لدى الحوثيين صواريخ باليستية ومخبأة في ذلك الموقع سيتم نقلها من المخا عبر زوارق إلى باب المندب، وهو ما لم يكن حيث أكدت المنظمات الدولية وعلى رأسها هيومن رايتس ووش التي زارت مسرح الجريمة خلو المجمع السكني لعمال محطة الكهرباء من أي هدف عسكري أو تواجد للحوثيين. ويعد العليمي واحدا من أبرز المتعاونين مع العدوان السعودي ويحظى بفوائد مالية جراء ذلك. ووفقاً لمصادر إعلامية سابقة، فقد حصل على وظيفة لأحد أبنائه في شركة (أرامكو السعودية) النفطية التي يترأسها وزير الدفاع محمد بن سلمان. وكان مصدر في محطة المخا قد أكد ل"اليمن اليوم" تعرض المحطة للقصف بثلاثة صواريخ من بين 18 صاروخاً قصفت الطائرات السعودية من خلالها سكن الموظفين ومحطة الكهرباء متسببة في خروجها عن الخدمة تماماً. من جهة أخرى قالت شرطة المخا إنها تعرفت أمس على جثامين 7 شهداء من أسرة واحدة ضمن شهداء الجريمة النكراء لطيران العدوان السعودي وحلفائه على الحي السكني التابع لعمال محطة كهرباء المخا مساء الجمعة الموافق 24 يوليو الجاري. وأوضحت الشرطة أن عددا من جثث الشهداء لم يتم التعرف عليها إلا في مراحل لاحقة ومنها جثامين شهداء أسرة الشهيد صادق عبدالله صالح القدسي البالغ من العمر 49 عاماً وزوجته انتصار قائد البالغة من العمر 37 عاماً وأطفاله الخمسة: أحمد (5 أعوام)، وعبدالله (8 أعوام)، وأسماء (11 عام)، ونبيهة (14 عام)، ومحمد (16 عام) الذين تتراوح أعمارهم بين 5-16 عاماً, استشهدوا جميعاً في الغارات العدوانية على المدينة السكينة. مشيرة إلى أن الإجراءات مستمرة للتعرف على بعض الجثث التي لازالت مجهولة ضمن الضحايا سيما أن من بينهم نازحون من تعز هربوا من العدوان السعودي واستقروا في المدينة السكنية لدى بعض أقاربهم. وتواصلت أمس بيانات الإدانة والاستنكار لهذه الجريمة البشعة، حيث عبرت وزارة حقوق الإنسان عن إدانتها واستنكارها الشديدين لجريمة الحرب التي ارتكبها العدوان السعودي في حق عمال محطة المخا لتوليد الطاقة الكهربائية، معتبرة أنها جريمة جديدة تضاف إلى سفر العدوان الهمجي اللا أخلاقي. وأوضحت الوزارة في بيان لها ، تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه، أن استهداف العدوان السعودي المجمع السكني لعمال محطة الكهربا بالمخا دليل يؤكد انتهاك السعودية للقواعد والمبادئ الدولية لقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والذي اعتبره القانون الدولي الإنساني جريمة حرب كونها سفكت دماء أبناء الشعب اليمني ودمرت منشآته العامة والخاصة، محملة الأممالمتحدة وأجهزتها المختلفة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المسئولية الكبرى لعدم اتخاذها للإجراءات القانونية والسريعة في تشكيل لجان دولية لتقصي الحقائق والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها العدوان . وناشدت وزارة حقوق الإنسان الضمير الإنساني بأكمله وفي المقدمة الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني؛ تحمل مسئولياتها القانونية لتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم الاعتداء التي انتهكها العدوان السعودي في مختلف محافظات الجمهورية، كما حملتها المسئولية القانونية والإنسانية والأخلاقية في تشكيل لجنة خاصة بجريمة الإبادة الجماعية وجريمة الحرب التي طالت عمال محطة المخا لتوليد الطاقة الكهربائية ليتبين للرأي العام العالمي حجم الجرائم البشعة التي ترتكب في حق شعب محاصر أرضاً وجواً وبحراً، وحُرم من أبسط مقومات الحياة دون أي مبرر يستحق كل هذه الهجمة الشرسة التي يمارس عليها على مدار الساعة منذ أكثر من أربعة أشهر. من جهتها جددت اللجنة الوطنية للمرأة استنكارها الشديد وإدانتها لاستمرار استهداف العدوان السعودي للأحياء السكنية ومنازل المدنيين في مختلف محافظات الجمهورية وآخرها المجزرة البشعة بحق المجمع السكني لمهندسي محطة كهرباء المخا. وشددت اللجنة الوطنية للمرأة في بيان لها ، على ضرورة إجراء تحقيق شامل على مستوى رفيع من الهيئات الأممية والدولية بشأن المجزرة الأخيرة وجميع الجرائم المماثلة التي استهدفت المدنيين في عموم البلاد. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قد أكدت في تقرير لها أمس الأول أن العدوان السعودي ارتكب جريمة حرب بقصفه مجمعات سكنية خاصة بموظفي محطة كهرباء المخا والتسبب باستشهاد وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء، مطالبة إنشاء لجنة تقصي الحقائق تابعة للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، للتحقيق في انتهاك قوانين الحرب من قبل قوات التحالف. وأشارت المنظمة إلى أن قوات التحالف بقيادة السعودية قصفت مساكن تابعة لمحطة توليد الطاقة بشكل متكرر فتسببت في قتل عشرات المدنيين. في غياب أي أدلة عن وجود هدف عسكري واضح هناك، موضحة أن طائرة أو أكثر ألقت 9 قنابل في طلعات جوية متكررة بعد فترات زمنية لم تتجاوز دقائق معدودات استهدفت المجمّعات السكنية وليس أي هدف آخر.