ارتفعت أمس حصيلة ضحايا مجزرة المجمع السكني لمهندسي وموظفي محطة كهرباء المخا، التي ارتكبها العدوان السعودي مساء الجمعة لتصل إلى 75 شهيدا، فيما أصيب 28 شخصاً من جرحى المجزرة بالعمى الكلي. وقال ل"اليمن اليوم" الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور تميم الشامي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس من المجمع السكني بالمخا :" إن عمليات الإغاثة استمرت حتى يوم أمس وبشكل متواصل منذ مساء الجمعة وبلغ إجمالي الضحايا 75 شهيداً و94 جريحاً، لافتاً إلى أن بعض فرق الإغاثة لا زالت حتى وقت انعقاد المؤتمر الصحفي عصر أمس تبحث في جانب من المجمع السكني حيث تتصاعد بعض الروائح من تحت الأنقاض ويظهر أنها أشلاء بعض الضحايا خصوصا وأن هذا المكان كان يتجمع فيه عدد من الأطفال للعب وسقط عليه أكثر من صاروخ مما تسبب في تمزيق جثثهم إلى أشلاء". وأكد الشامي أن القصف السعودي الغاشم على المجمع السكني لموظفي ومهندسي محطة كهرباء المخا خلف دمارا كبيرا جدا ومأساة لا يمكن وصفها. وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر طبي في محافظة الحديدة التي استقبلت جرحى المجزرة أن 28 شخصاً من الجرحى أصيبوا بالعمى الكلي بينهم 13 طفلاً. وكان مدير عام مديرية المخا العميد صالح الكلالي قد أكد ل"اليمن اليوم" أن 60 بالمائة من المباني السكنية دمرت بشكل كامل جراء القصف ومعظم الضحايا من الأطفال. ويحتوي المجمع السكني لمهندسي وعمال محطة كهرباء المخا على 200 وحدة سكنية، تم قصفها من قبل طيران العدوان السعودي في تمام الساعة الحادية عشرة من مساء الجمعة الماضية ب18 صاروخا منها 3 صواريخ استهدفت محطة كهرباء المخا وألحقت فيها أضرار فادحة. وقوبلت هذه المجزرة بتنديد واستنكار محلي واسع، حيث تواصلت أمس بيانات الإدانة والشجب الصادرة من السلطات المحلية والمنظمات المدنية والعمالية في عدد من المحافظات. وذكر مراسل "اليمن اليوم" بمحافظة الحديدة أن النقابات العمالية والمنظمات المجتمعية بالحديدة أصدرت أمس بيانا أدانت فيه الجريمة الوحشية الشنعاء التي نفذها طيران العدوان السعودي الغاشم على الوحدات السكنية لمحطة المخا الكهربائية . وأشار البيان إلى أن هذا الاستهداف يأتي ضمن مسلسل الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان بشكل يومي ومستمر ضد أبناء الوطن المدنيين، منذ أكثر من 4 أشهر متواصلة. من جهتها أدانت قيادات محافظة عمران والسلطة المحلية والمنظمات المدنية والنقابات العمالية والمهنية بالمحافظة هذه المجزرة البشعة، منددة في بيان لها أمس بالتخاذل العالمي والصمت الدولي المخزي وانحياز كثير من دول العالم والمنظمات الدولية إلى مصاف المعتدي وإعانته على عدوانه المشين. وفي سياق ردود الأفعال أكدت القيادية البارزة في حزب الإصلاح الدكتورة ألفت الدبعي أن مذبحة المخا جريمة حرب ضد الإنسانية. وبعكس موقف حزبها (الإصلاح) المساند رسمياً للعدوان السعودي وتبريرات قياداته وناشطيه لهذه الجريمة بأنها كانت بالخطأ، قالت الدبعي –عضو مجلس شورى الإصلاح وممثلة الحزب في الحوار الوطني السابق ولجنة صياغة الدستور- إن جريمة سقوط الأبرياء في المخا جرائم حرب لا يمكن الاستهانة بها وتفقد الحرب شرعيتها. وأضافت في منشور لها على صفحتها الرسمية في (الفيسبوك) "التحالف العربي ساقط إذا استمر بسياسة الاستهانة بدماء الأبرياء المدنيين". من جهته سخر وكيل وزارة الكهرباء والطاقة المهندس حارث العمري من مزاعم قيادة تحالف العدوان السعودي وعملاءه بأن قصف محطة الكهرباء في المخا كان بالخطأ، مؤكداً أن المحطة موثقة لدى خرائط العالم ولا يمكن أن يخطئها القصف. وقال العمري ل"اليمن اليوم" إنه لا يمكن أن يكون هذا الاستهداف بالخطأ كونها كانت إصابة مباشرة، سيما أن هذه المحطة أنشئت قبل 30 عاماً وقد وثقتها الشركة العالمية التي أنشأتها في جميع خرائط العالم، ولا يمكن أن تتوه عنها وهو ما لا يدع مجالاً للشك بأن هذا الاستهداف كان مقصوداً. إلى ذلك نظم موظفو المؤسسة العامة للكهرباء أمس وقفة احتجاجية أمام مبنى الأممالمتحدة بصنعاء للتنديد بمجزرة المخا والصمت الدولي إزاءها. وطالب المشاركون الأممالمتحدة بسرعة التحرك لتحمل مسؤولياتها لإيقاف نزيف وجرائم العدوان باعتبارها جرائم حرب وإبادة تستدعي ملاحقة مرتكبيها وإخضاعهم لقوانين العدل الدولية.