لقي العشرات من قوات العدو، أمس، مصرعهم وجرح المئات وتدمير (5) طائرات أباتشي (2) تدميراً كلياً و(3) تدميراً جزئياً، إضافة إلى إهلاك ترسانة ضخمة من العتاد العسكري، في عملية نوعية للجيش اليمني استهدفت تجمعهم في معسكر صافر بمحافظة مأرب. وأبلغ الناطق الرسمي للجيش اليمني "اليمن اليوم" أن القوة الصاروخية أطلقت صاروخاً بالستياً (توشكا) على تجمعات العدو في مأرب، وأن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية. وفيما أعلنت الإمارات العربية المتحدة مقتل (45) جندياً من قواتها في محافظة مأرب، تحفظت السعودية عن خسائرها، والحال نفسه مع دولة البحرين التي أعلنت عن مقتل (5) جنود لكنها قالت إنهم قضوا في الحدود دفاعاً عن أراضي السعودية. وعلمت "اليمن اليوم" إن 250 جندياً وضابطاً يحملون جنسيات سعودية وبحرينية وإماراتية كانوا متواجدين في معسكر صافر، بالإضافة إلى مئات المرتزقة اليمنيين، كان قد تم نقلهم من منطقة العبر في إطار ما أطلق عليه العدو (الجيش الجرار لتحرير صنعاء). وأضافت مصادر "اليمن اليوم" أن صاروخاً نوع توشكا وقع بين مخزنين متلاصقين لقوات التحالف في معسكر اللواء 107 بصافر، والذي يتخذه تحالف العدوان مقراً لقواته، وتسببت الانفجارات بمقتل العشرات، على رأسهم قائد تلك القوات العميد يسلم المنصوري. وبحسب المصادر فإن أحد المخازن يحوي صواريخ حرارية حديثة، فيما الثاني يحوي صواريخ كتف وكاتيوشا وقنابل حديثة، أسفر انفجارها عن تدمير شامل على بعد 200 متر داخل المعسكر وإعطاب 5 طائرات أباتشي (2) تدميراً كلياً و(3) تهشيم، و(6) مدرعات حديثة، وتدمير منصتي صواريخ وعدد من عنابر وهناجر المعسكر. ولفتت المصادر إلى أن دقة التصويب بين المخزنين تنمُّ عن إحداثيات من داخل المعسكر. وأكدت ذات المصادر أن بقية الناجين فروا مذعورين إلى الصحراء، فيما شكلت طائرات العدوان جسراً جوياً، امتد من السابعة حتى التاسعة صباحاً، لنقل القتلى والجرحى إلى السعودية. وتضاربت في البداية أنباء العدوان حول العملية، قبل أن تكشف الإمارات رسمياً طبيعة العملية وحجم الخسائر. حيث كانت وسائل إعلام السعودية، وعبر قناتي الحدث والعربية، سارعت ببث خبر باسم هيئة الأركان العامة التابعة للتحالف، زعم خلاله بأن العملية ناجمة عن انفجار في مستودع للذخيرة، قبل أن يعود في المساء ليتحدث عن قصف صاروخي. وكان تحالف العدوان السعودي، خلال الأسابيع الماضية، نقل قوات كبيرة ونوعية إلى منطقة صافر- 60 كيلومتراً شرق مدينة مأرب- على أربع دفعات في إطار استعداداته للسيطرة على محافظة مأربوالجوف، وصولاً إلى بقية المحافظة الشمالية وعلى رأسها العاصمة صنعاء، وفق ما هو معلن. وفي إطار هذه الاستعدادات حوَّل مطار صافر النفطي إلى مطار حربي لطائراته العمودية (أباتشي)، والتي استقدم 5 طائرات شاركت مؤخراً في عدة غارات على مديريتي عسيلان وبيحان بمحافظة شبوة، وشاركت لأول مرة في مأرب، فجر أمس، بثلاث غارات على مواقع للجيش واللجان الشعبية، في وادي ماس، شمال جنوب مدينة مأرب. إلى ذلك، وفي سياق الانتصارات النوعية، قصفت قوات الجيش واللجان الشعبية، بصاروخ أقل تكلفة، معسكراً تدريبياً أنشأه تحالف العدوان لعملائه في منطقة تدعى (سودة) شمال مدينة مأرب، ولم تتمكن الصحيفة من معرفة الأضرار، إلا أن مصدراً عسكرياً أكد سقوط العشرات من عملاء العدوان بين قتيل وجريح، بينهم مسلحون من تنظيم القاعدة كانوا قد فروا من محافظة الجوف عقب سقوط معاقلهم. يذكر أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت، منتصف الأسبوع، من تدمير كلي لمخزن أسلحة نوعية لقوات العدوان في المنطقة العسكرية الثالثة بقصف صاروخي (كاتيوشا). إلى ذلك، واصل طيران العدوان غاراته الهستيرية على مأرب، إحداها استهدفت منطقة (الهجلة)، تبعد 20 كيلومتراً جنوب صافر وتقع على الحدود مع شبوة. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن القصف دمر منازل ثلاثة مواطنين، دون معرفة الخسائر البشرية حتى اللحظة، منتصف الليل. فيما توزعت بقية الغارات على مناطق في محيط مدينة مأرب التي تتعرض للقصف بشكل شبه يومي. ميدانياً، تواصلت المواجهات بين الجيش واللجان الشعبية من جهة، وعملاء العدوان (مسلحي الإصلاح مسنودين بعناصر القاعدة) من جهة أخرى، في محيط مدينة مأرب، وتحديداً مناطق (الجفينة، والفاو) دون تقدم ميداني. ويحاصر الجيش واللجان الشعبية عملاء العدوان داخل مدينة مأرب- عاصمة المحافظة- منذ ثلاثة أشهر، بعد سقوط مواقعهم في أهم مديريات المحافظة، فيما فشلت كل محاولاتهم في استعادة السيطرة على مواقعهم في محيط المدينة لفك الحصار، رغم الغطاء الجوي المكثف.