الإماراتيون الذين قتلوا في مأرب لم يكونوا سياحاً وإنما هم حسب تعريف بلدهم مقاتلون من الجيش النظامي الإماراتي ضمن تحالف عسكري يستعد لمعركة اجتياح صنعاء خلال 72 ساعة، ولم يجر عرف بتقديم العزاء الرسمي ولا بتلقيه في مقتل محارب في معركة ولا بإعلان الحداد عليه. إعلان الإمارات للحداد يمكن تبريره بأن الإماراتيين لا علم لهم بالحرب وبالتالي يجهلون أعرافها، ويبدو أنهم لم يكونوا حتى يتوقعون أن الجندي يمكن أن يقتل في المعركة! لكن تقديم التعازي ممن يعرف البروتوكولات جيدا كالدكتور العربي أمين جامعة الدول العربية أو الرئيس الفريق السيسي أو الملك عبدالله وأضرابهم من مرتزقة تحالف العدوان في الداخل والخارج، فلا يصلح الجهل لتبريره ولكنها السفالة الفجة والارتزاق الرخيص والحرص على البصبصة وهز الذيل بداعٍ وبدون داع. ما لا يمكن فهمه حقيقة هو تقديم يمنيين يقولون إنهم ضد العدوان التعزية في مقتل الإماراتيين إدانة لقتلهم، فكيف يستقيم رفض العدوان وإدانة التصدي له؟ ما المؤسف في قتل عدو تدك طائراته كل شبر في بلدك وتقتل بقذائفها أهلك بكل همجية منذ شهور ثم جاء بترسانته إلى بلدك يقاتلك ويمزقك ويمزقها إرباً . دبلوماسية ؟؟ لا برستيج ؟؟ لا عرف؟؟ لا أخلاق ذوق دين قيم؟؟ لا شيء من ذلك شهوة طاغية لتدبيج التعازي؟؟ هناك آلاف الأسر من ضحايا العدوان تستوعب بدموعها ودمائها كل هواة التعازي في العالم وتكفي لاستهلاك أسف كل الناس على مصابها. لنتمنى أن تكون تعازيكم السمجة مجرد تصرف مخزٍ يستحق الندامة عليه والاعتذار لوطن نازف وأشلاء أهل ترسلون التعازي لقاتليهم.