هل يدرك المرجفون في المدينةاليمنية أن عدوان السعودية وبقية بلدان تحالف الارتزاق لا يفرق في القصف بين يمني وآخر حتى لو كان أحدهما من المؤيدين للقصف بحمل المباخر ..؟ إذا لم يدركوا الآن فسيدركون غداً.. ولكن بعد أن يكونوا أو أقرب الناس إليهم أخذوا مكانهم في دور الضحية. ولقد قلت وما أزال أقول لكل مطبل للعدوان أو حتى يتستر بالقول " إنه عدوان ولكن " بأن الطائرات التي تستبيح سماء اليمن والبوارج التي تحتل بحره هي آلات قتل مدمرة وذكية لكنها لا تفرق بين اليمنيين، لا تفتش في الهوية الحزبية أو المذهب قبل أن تقصف وتدمر وتحرق. الصاروخ لا يعرف أن هذا حوثي أو إصلاحي أو مؤتمري.. يساري أو يميني ، هو يدمر فقط حتى يجد الناطق باسم قوى العدوان والارتزاق ما يقوله في المؤتمر الصحفي سيء السمعة. العدوان على صنعاء لم يستثن تعز ولم يغض الطرف عن عدن ، والعدوان على الحديدة لم يتعامى عن قصف مأرب.. ويكذب من يقول بأنه فقط يستهدف المنشآت العسكرية ولا يرى ما هو مدني ضمن أهدافه الفاجرة القاتلة. لقد قصف العدوان النازحين في مخيم المزرق وقتل العشرات منهم وأحرق محطات الوقود الواقعة في قاع الحق وقصف العدوان مصنع الأغذية والألبان التابع لإخوان ثابت في الحديدة بعد أن كان قصف شاحنة محملة بالزبادي وكأنهم في معركة ذات الألبان.. لا فرق بين مصنع أغذية ممتلئ بالعمال ولا بين شاحنة متحركة أو مخازن غذاء للمؤسسة الاقتصادية اليمنية. سيقول بعضهم ماذا تريد أن تقول ؟ ببساطة الترحيب بالعدوان أو تبريره تحت أي مسمى يجسد النذالة في أبشع صورها، والتردي الوطني والأخلاقي في أسوأ صوره.. مثل هذا العدوان ينبغي أن يوحد اليمنيين مهما كانت تبايناتهم المحلية ، وقيام أي طرف بارتداء كوفية الإخفاء لن يعصمه لا من لعنة الله ولا لعنات الشعب.. تماماً كما أن حرب الغطرسة لا تلغي كون الجميع أهدافاً.. والأيام بيننا.