و صفها حسن نصر الله بالحرب المفتوحة، وحرب المفاجآت واذا ما كان الصهاينة من اختار ان تكون حرباً مفتوحة فإن حسن نصر الله وحزب الله قد جعلا منها حرب مفاجآت.. وشاركتهما اطراف اخرى بما في ذلك اسرائيل التي لم تفاجئنا الاّ بشيء واحد هو قتلها للاطفال ، بل لقد أكدت ان قتلة الانبياء لا يتورعون عن قتل الاطفال وتدمير المنازل والمنشآت بتلكم الوحشية. حتى قناة «الجزيرة» وغيرها من القنوات العربية كان لها نصيبها في حرب المفاجآت.. ولنبدأ من هنا اي من تلكم القنوات.. فاجأتنا تلكم القنوات باهتمامها بالناطق الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي وحضوره وظهوره من خلالها اكثر من اي متحدث باسم المقاومة اللبنانية. فاجأتنا: بالتسابق على المتحدثين باسم الحكومة الاسرائيلية في الوقت الذي نتحداها ان كان التلفزيون الاسرائيلي قد سمح لعربي ان يتحدث من خلالها عن الحرب وما يجري، لم يسمح حتى لعزمي بشارة العضو في الكنيست الاسرائيلي. فاجأتنا قناة «الجزيرة» مساء الاثنين 31/7/2006م بقطع حديث هام اجرته مع زعيم عربي تفضل عليها بلقاء نفتخر به، لتنتقل الى اسرائيل لنقل كلمة رئيس وزرائها أولمرت.. فعلت ذلك بطريقة فجة جعلتنا نحس ان توجيهاً عاجلاً قد ورد اليها مفاده ان من تجري معه اللقاء زعيم عربي له صلته - كما يدل اسمه - بالشيعة الذين صدرت فتوى بعدم جواز مناصرتهم او حتى الدعاء لهم.. في حربهم مع اليهود الصهاينة. فاجأنا اصحاب تلك الفتوى - السيئة الصيت والذكر - بأن ما فعلوا كان باسم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تدعو الى نبذ المذهبية والفرقة وزرع الفتنة.. فاجأنا: رجال الدين المسيحيين في لبنان عندما دعوا الى «اللقاء الروحي» بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين في لبنان بمختلف مذاهبهم .. ليردوا على اصحاب الفتوى السيئة السمعة، ويحموا الدين بل كل الاديان من سمومها وجهلها وحقدها، واستخدامها لاشعال فتنة مذهبية سنية شيعية تخدم الصهاينة في حربهم. فاجأتنا: بعض الحكام العرب ليس بمواقفهم السلبية ولكن بعلمهم المسبق بما اسموه (تأديب حزب الله والمقاومة في لبنان). فاجأتنا: بجاحة ووقاحة رئيس وزراء اسرائيل في كلمته مساء الاثنين الماضي وهو يقول ان طيرانه وبوارجه ومدفعيته لم تقصف سوى اهداف دقيقة ومحددة وبهدف تدمير صواريخ وقواعد حزب الله.. مع ان العالم لم يشاهد من تلك الاهداف الدقيقة سوى جثث الاطفال وبالعشرات ورضاعات في افواه اطفال لم يتجاوزوا السنة الثانية من اعمارهم ، ولم يشاهد العالم سوى جسور وطرقات ومنازل آمنة تسوَّى بالارض، ولم يشاهد منصة اطلاق لحزب الله او مدفعاً او صاروخاً. فاجأنا: الاعلام الصهيوني الذي عتم على كل شيء ومنع أي تقرير لمراسل اعلامي الا بعد عرضه على الرقيب العسكري.. فاجأنا يوم الاثنين الماضي عندما كانت قناة إسرائيلية تبث بثاً مباشراً من قرية لبنانية تقول: ان جيش اسرائيل داخلها.. وخلال ما كانت تبث الصور المرعبة للدمار الذي لحق بتلك القرية بغرض الحرب النفسية للعرب عموماً.. وبينما كانت تركز الصورة على الدبابتين اللتين دخلتا تلك القرية ، اذ بصواريخ المقاومة اللبنانية تنطلق فتحرق الاولى وتدمر الثانية وتقلبها على ظهرها كما ينقلب الصرصار ولا يستطيع العودة الى وضعه السابق. كان البث مباشراً ،و لم يستطع مقص الرقيب العسكري إلغاء الصورة .. فتفاجأ الجميع وأولهم اليهود الذين عرفوا الناس - عن غير قصد - بما يحدث وأي مقاومة يواجهون ، فتحول الامر الى رفع معنوية للعرب والمقاومة وهزة للنفسية العدوانية الاسرائيلية. نكتفي بهذه المفاجآت في حرب وصفت كذلك ونأتي الى بعض مفاجآت حسن نصر الله والمقاومة اللبنانية منها على سبيل المثال. قال نصر الله: هناك مفاجآت ترقبوها.. فكانت الاولى ان نفذت المقاومة اول عملية عسكرية كبيرة وخطيرة مباشرة وعلى الهواء.. وذلك عندما قال في أول كلمة له بعد العدوان.. بعد كلامي هذا ستشاهدون البارجة الاسرائيلية التي تقصف بيوتنا واطفالنا تحترق وتغرق في قاع البحر.. وتم ذلك. قال: هناك حيفا وما بعد حيفا ، فوصلت الصواريخ الى حيفا ويوم الاثنين الماضي وصلت الى مابعد حيفا ويوم امس الاربعاء وصلت الى ما بعد بعد حيفا.. هناك اهداف تحدد المقاومة قصفها مسبقاً عبر وسائل الاعلام.. ويتم ذلك ،وهذا معناه ان المقاومة تمتلك المبادرة وزمام المعركة..وفاجأتنا المقاومة أن إسرائيل التي كانت لا تعرف إلا الاجتياح وفي ساعات أو أيام صارت عاجزةً امام كيلومتر او قرية صغيرة ، بقي ان ينظر العالم والغربي بالذات الى ان الاسرائيليين يتفاخرون بقتل اكثر من سبعمائة مدني لبناني معظمهم اطفال ونساء، اما المقاومة فلم تقتل من المدنيين سوى ثمانية عشر مدنياً - ربما من جيش الاحتياط - اما السبب فلأن المقاومة تعلن عن استهدافها للمستعمرات حسب التدرج المطلوب مما يجعل المدنيين الاسرائيليين امام انذار لالتزام الملاجئ.. كما ان المنشآت الكيماوية في حيفا لم تتعرض للقصف.. لقول نصرالله انه يخشى على حياة المدنيين هناك من تسرب غازاتها. اما اولمرت ووزير دفاعه ، فيبدوان سعيدان بقتل الاطفال والنساء واظهار القرى اللبنانية بعد قصفها.. وهذا هو الفرق بين من يمارس الارهاب ، ومن يقاوم من اجل تحرير ارضه، والرفض لمؤامرة تريد ان تجعل من وطنه نقطة عبور الى شرق اوسط جديد.