مع اقتراب حمى التحالف الدولي ضد العراق أوفدت هذه الأخيرة برسلها إلى طهران لحثها على لعب دور مساند في المعركة الوشيكة وانحصر الطلب على بعض الأسلحة أو قطع الغيار لمعدات عسكرية عراقية أصابها العطب والحصار. وبالطبع فإن إيران لم تكن مستعدة لدخول معركة ترى أنه لا ناقة لها فيها ولا صاروخ، بل كانت تأمل بزوال خصم قاتلها لثماني سنوات، وها هي إيران تطرق الأسئلة من جديد اليوم، ولكن من بوابة أمريكا بالطبع، فحجم التنازلات التي يقدمها الآن الشيطان الأكبر للفقيه الأكبر يعيد للأذهان النمط البراجماتي الأمريكي في إدارة ملفاتها السياسية وميلها إلى رشوة الخصوم لحين تنتهي من حرب مع خصم آخر ولا يهمها نسف قيمها وأية تعهدات تضعها لتبرير ما تريد انطلاقاً من كونها تعي تاريخها وتراثها، فمجموعة العبيد والسجناء الذين غادروا أوروبا قبل بضعة مئات من السنين ليصنعوا أمريكا لا يملكون قيم الأمم ولا أخلاقها، ولهذا لا نجد غضاضة في تقديم الرشاوى للغير طالما ولدينا في اليمن بعداً آخر للقيم، فأنصار الله مثلا لم ولن يفكروا للحظة بإمكانية استدعاء إيران للتدخل في المعركة العسكرية ولو أفضت هذه المعركة إلى قتل آخر مقاتل منهم، وكذلك تفكر قوى الوطن الحرة والمتحدرة، وبهذا الموقف يمكن إسقاط لافتات البعض التي تروج لتدخل إيراني في اليمن.