اتخذت الحملة الإعلامية ضد المرشحة المحتملة لرئاسة الولاياتالمتحدةهيلاري كلينتون، منحى جديداً بإقحام الديمقراطي الأميركي لها. تقرير صحافي كشف أن السعودية منحت عقداً لجماعة ضغط في واشنطن يرأسها أحدكبار المتبرعين لكلينتون. ودشَّن موقع "ياهو"، يوم السبت، المسار الجديد للحملة بتقرير للصحفيالأميركي مايكل إيسكوف، كبير المحققين الاستقصائيين في الموقع، جاء فيه أنالسعودية منحت، الشهر الماضي، عقداً قيمته مائتا ألف دولار شهرياً، لجماعة ضغطكبرى في واشنطن يرأسها أحد كبار المتبرعين للمرشحة كلينتون. وربط التقرير بينتوقيع العقد في هذا التوقيت وبين الصراع الدائر في اليمن من زاوية ما وصفه بتزايدالانتقادات ضد السعودية بسبب سقوط ضحايا مدنيين جراء القصف الجوي لأهداف في اليمن،في إشارة على ما يبدو إلى أن مهمة جماعة الضغط المستفيدة ستكون محاولة احتواءالانتقادات أو التقليل من تبعاتها. ونقل التقرير عن مصدر سعودي أن الرياض تشعر بالقلق إزاء احتمال تغيُّرالسياسة الأميركية تجاه السعودية، وأنها، وفقاً لاعتقاده، تراهن منذ الآن على حصانهيلاري كلينتون لكبح جماح التغيير المرتقب، عقب وضع الاتفاق النووي مع إيران موضعالتطبيق. وكان الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، قد قدِم من مقر إقامته فينيويورك إلى واشنطن في الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي، للقاء الملك سلمان بنعبدالعزيز في فندق "فور سيزون"، أثناء زيارة العاهل السعودي الأخيرةلواشنطن. وبعد أيام من اللقاء بادرت مجموعة "توني بوديستا"، إلى الضغطوالعلاقات العامة، إلى تسجيل العقد الجديد مع السعودية في وزارة العدل الأميركية،حسب ما ينص عليه القانون. ووقّع العقد عن الجانب السعودي رئيس مركز الدراساتوالشؤون الإعلامية في الديوان الملكي سعود القحطاني. يشار إلى أن السعودية وسائر الدول العربية تستعين بمكاتب علاقات عامة فيواشنطن وبمسؤولين سابقين من ذوي النفوذ لحماية المصالح العربية في العاصمةالأميركية، ولا تقتصر هذه الاستعانة على جماعة بوديستا وحدها، بل تمتد إلى عددكبير من شركات العلاقات العامة والمسؤولين السابقين من ذوي النفوذ والخبرة بكواليسصنع القرار في الولاياتالمتحدة. لكن جماعة "بوديستا" لفتت الانتباهبسبب علاقة مؤسسها مع بيل كلينتون، وقرب مؤسسها من الحزب الديمقراطي، فضلاً عنتزامن العقد مع بدء حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، حيث يسعى الجمهوريون إلىإسقاط ترشيحها بكل الوسائل الممكنة. وتمثّل مجموعة بوديستا منذ تأسيسها في العام 1988، طائفة كبيرة من الشركات،ويُقدَّر دخلها السنوي بالملايين، لكن تبرعاتها المسجلة لحملة هيلاري كلينتون لمتتجاوز ال140 ألف دولار. ويستغل أنصار الحزب الجمهوري الأميركي اعتراف مؤسسة كلينتون الخيريةبحصولها على تبرعات مباشرة أو غير مباشرة من دول عربية، للهجوم على المرشحةالديمقراطية المحتملة للرئاسة، الأمر الذي قد يؤدي بالتضافر مع أسباب أخرى فينهاية المطاف إلى حرمانها من الترشّح باسم الحزب الديمقراطي. وتُقدِّر مصادرالجمهوريين إجمالي الأموال التي حصلت عليها مؤسسة كلينتون الخيرية خلال سنوات منكلٍّ من السعودية ودولة الإمارات العربية ودولة قطر وسلطنة عمان بحوالي 40 مليوندولار. وتضع المصادر ذاتها السعودية على وجه التحديد في المرتبة العشرين بين كبارالمتبرعين لمؤسسة كلينتون بتبرعاتها التي تقدر ب25 مليون دولار، وفقاً للمصادرالجمهورية. وتُردد محطات التلفزة الأميركية الموالية للجمهوريين مزاعم بأن إجماليما قدَّمته قطروالإماراتوعمان لمؤسسة كلينتون خلال بضع سنوات يصل إلى 15 مليوندولار.