غمرت الفيضانات البحرية أمس الأحد أجزاء واسعة من جزيرة سقطرىاليمنية في المحيط الهندي بعد دخول الجزيرة تحت تأثير الإعصار المداري "تشابالا"، رغم انحراف عين الإعصار في الرابعة من فجر أمس عن الجزيرة التي يقطنها 50 ألف مواطن يمني وفقا لتعداد 2004م، حيث بقيت الجزيرة تحت تأثير المنخفض الجوي وضربات سيوف الإعصار المتجه نحو السواحل اليمنيةوالعمانية وتحديدا مدن حضرموت والمهرة وشبوة وكذلك ظفار العمانية، في حين تتوقع الأرصاد العمانية أن يتجه الإعصار مباشرة نحو السواحل الشرقية لليمن وخاصة المهرة وحضرموت وشبوة وأن يصل تأثيره إلى خليج عدن. وشهدت جزيرة سقطرى منذ العاشرة صباح أمس الأحد أمطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة وغطت المياه كافة مدن الجزيرة وخاصة قلنسية وحديبو العاصمة فيما وصلت مياه البحر إلى عمق الجزيرة نتيجة ارتفاع منسوب مياه المحيط الهندي وبحر العرب. وأفاد مدير مكتب البيئة بالمحافظة سالم حواش ل"اليمن اليوم" بأن الإعصار دمر خلال الخمس الساعات الأولى أكثر من 18 منزلا من المنازل الواقعة على الساحل وخاصة في حافة دقدمهو و14 أكتوبر وأحدث أضرارا بمركز الإنزال السمكي في حديبو، مشيراً إلى أن عدد الأسر التي تم إيواؤها حتى الآن أكثر من 217 أسرة في كلٍّ من جامعة سقطرى والمدارس الواقعة في مدينة حديبو ومستشفى 22 مايو فيما قطعت الطريق بين مديريتي حديبو وقلنسية وذلك في منطقة غبة بسبب ارتفاع البحر واضطراب الأمواج وشدة الرياح حيث لم تعد تتمكن السيارات من السير في الطريق. ومع الأخبار الواردة من المناطق الوسطى وخاصة ديشل عن غزارة الأمطار والرياح الشديدة فإن الإعصار قد شمل كل أرخبيل سقطرى ولا يوجد منطقة أو قرية لم تصلها العواصف، إذ زاد اشتداد العاصفة منذ الساعة الرابعة وخمسة وأربعين دقيقة عصراً. وتوقع مدير عام مديرية حديبو، مركز المديرية، سالم داهق أن الوضع في الأرخبيل يسير إلى الأسوأ بسبب تعرضه لتأثيرات الإعصار تشابالا حد ما نقلته إذاعة عمان، وانقطاع الكهرباء. وأكد داهق أن سلطات المديرية ومبادرات تطوعية أجْلَت أمس مجاميع من المواطنين القاطنين في المناطق الساحلية وهم عادة من غير أهل الجزيرة وقدموا إليها من محافظات عدة للعمل في التجارة أو الأشغال الأخرى، كما أجلوا الطلاب من المدارس، ولزموا بيوتهم تحسبا لأي خطر. وأفاد بيان صادر عن مكتب محافظ سقطرى، مساء أمس، بأن 80 منزلاً دمرتهم العاصفة بالكامل، و100 منزل دمروا بشكل جزئي، فيما تم إجلاء 10 آلاف مواطن إلى أماكن آمنة. البر اليمنيالعماني وعلى الشريط الساحلي اليمنيوالعماني الممتد من باب المندب وحتى ظفار تشهد سواحل حضرموت والمهرة وشبوة وظفار العمانية اضطرابا عنيفا جراء ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح، في الوقت الذي بدأت الأمطار تتساقط بغزارة على سلطنة عمان وأجزاء من محافظة المهرة.