السعودية في عوز شديد لنيل مكسب صغير حتى, وبرغم هذا, أخفقت جماعة "شكرا سلمان" فرع تعز في المهمة, السيطرة على معسكر ا?من المركزي والقصر الجمهوري اللذين لا يبعدان أصلا سوى بضع مئات ا?متار عن مواقع تمركز داعش وإخوانه في كلابة وحوض ا?شراف. منذ أسابيع العدوان الأولى وأنا أسمع "قدهم بجولة القصر", وفي كل مرة تالية كنت أصادف أحدهم يقول ذلك متصنعا الفرحة ثم يستدرك بالتنويه إلى أنه سبق وتم تداول هذا الخبر مرارا وتكرارا وتبين لاحقا بأنه خبر كاذب; لكنه ينهي كلامه بالتأكيد "هذه المرة أكيد". التقيت يوم المحاولة ا?خيرة نفس عينة ذلك الشخص ودار بيننا الحوار السابق مثلما كل مرة. عيال العاصفة ناقصين عقل فعلا, وظهر ذاك اليوم, لمحت في منشور واعظ مدني ومفسبك عرمرم نصف فرحة تستحث وتستعجل الابتهاج على طريقة وخفة عقل "هذه المرة أكيد". عاصفة الحزم أعطت عكس النتائج المرجوة, ولم تفهم السعودية بعد ما يعنيه ذلك وليس لديها سيناريو بديل. السعودية محبطة جدا لدرجة أنه يمكن استخدامها كصورة مصاحبة ?غنية مسلسل الكرتون "كاتولي": أقود القطيع أقود القطيع... في إحدى المراعي أقود القطيع, ولربما تكون في طريقها لتبدو مثل سنوات الفقر في مسلسل الأطفال "سالي"; لا تعرف بالضبط مدى فداحة الخطأ الذي اقترفه والدها. تعد السعودية نفسها معفية من إلزامات القرار الأممي 2216، الصادر في 14 أبريل/ نيسان، تحت البند السابع. صحيح أن القرار أدان الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكن البند الأخير في القرار حثنا بمنطق قوي على الإصغاء بانتباه إلى ما يصنف التحرك العسكري السعودي في خانة الإجراءات التي تنتهك القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة: "يعرب مجلس الأمن الدولي عن استعداده لاتخاذ مزيد من الخطوات في حال عدم تطبيق بنود القرارين 2216 و2201، الصادرين في عام 2015، بشأن اليمن". ومن البنود السياسية للقرار "يؤكد مجلس الأمن على تمسكه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله ووحدة أراضيه". نائب هادي، خالد بحاح، وفي الصورة التي روج أنها التقطت له في باب المندب, التزم بتطبيق هذا البند حرفيا، باستثناء رفع علم الجنوب? هذه اللقطة جمدت شرعية الرياض في حالة تلبس فاضح وانتهاك صارخ للقرار الأممي. بقي شيء إنساني هام جدا, حيث طالب القرار "الدول المجاورة بتفتيش الشحنات المتجهة إلى اليمن في حال ورود اشتباه بوجود أسلحة فيها"، كما منح تلك الدول "الحق في مصادرة جميع أنواع الأسلحة والعتاد وعربات النقل العسكرية والأجهزة وقطع الغيار للمواد المذكورة في حال العثور عليها داخل الشحنات". تعامل العدوان السعودي مع القرار الأممي بإيجابية مفرطة، لكن بالمعكوس, ومنع حتى دخول المساعدات الطبية إلى اليمن، بحسب الصليب الأحمر الدولي.