وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند، ذكر أن العدو السعودي- هو قال السعودية- تنفي ارتكاب مخالفات للقانون الدولي الإنساني أثناء عملياتها الجوية في اليمن، ولكن النفي وحده لا يكفي، ولا بد من تحقيقات جدية.. الجملة المفيدة الوحيدة في كلام الوزير أن السعودية تنفي.. هي تنفي وتكذب وتدلس، على لسان ناطق عدوانها، فالعسيري يقول للعالم ما قصفنا مستشفى لأطباء بلا حدود في صعدة، ما ضربنا عرسا في ذمار، ما ضربنا مدينة عمال ولا عرسا في المخا، والذين قتلناهم في الحديدة لم يكونوا عمالا في معمل تعليب مياه، فتكذبه الأممالمتحدة، ولكنها لا تذهب إلى أبعد من التأكيد أن العسيري كذاب.. لا أعتقد أن الوزير البريطاني وحكومته جادون في المطالبة بتحقيق، حتى لو اقتصر على جرائم العدو المرتكبة بأسلحة بريطانية، وهذا الذي قاله هاموند، قاله أمين عام الأممالمتحدة، وطالب مرارا بإجراء تحقيقات حول الانتهاكات التي يقوم بها العدو السعودي في اليمن، وقاله مسئولون أمريكيون وروس وألمان.. هذه الأصوات الجهيرة مفيدة لنا على المدى البعيد، أما الآن فلا، فهؤلاء يكتفون بالمطالبة بإجراء تحقيق، وبعدها لا يشكلون فريقا لإجراء التحقيق، حتى بمستوى الفريق عمر البشير.. الأممالمتحدة وفوقها بريطانيا وأمريكا وروسيا وبقية أصحاب مجلس الأمن الدولي، بمقدورهم جعل التحقيق فعلا وليس مجرد كلام، وهم يعلمون أن العدو السعودي ارتكب ويرتكب جرائم حرب في اليمن، وفي آخر جلسة لمجلس الأمن قدم لهم ولد الشيخ مثالا على انتهاك العدو للقانون الدولي، وهو قصف طائرة العدو عرسا في ذمار، ولكنهم لم يعلقوا حتى، رغم أن هذه الجريمة تكفي وحدها لبعث غيرتهم على حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.. ما الذي يريده هؤلاء ليتأكدوا أن هذا العدو ارتكب شتى صنوف الجرائم التي يحظرها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان؟.. العدو السعودي قتل بصواريخه مئات الرجال والنساء والأطفال وهم في حفلات زفاف، وهم في مدارس ومشافي، وهم يسيرون في الطرقات، قصف مخازن أغذية ومستوصفات بما فيها التي تتبع الصليب الأحمر الدولي، ومنظمات أمم متحدة كاليونسيف والغذاء العالمي.. هذه المنظمات الأممية، ومعها منظمات دولية مثل أوكسفام، وهيومن رايتس وتش، والعفو الدولية، أكدت بما يكفي للوزير البريطاني هاموند، أن العدو السعودي ارتكب هذه الجرائم فعلا، وقد ضرب العدو مئات المساكن وقتل سكانها، وقتل مئات اليمنيين وهم يعملون في مصانع، وهم ركوب على حافلات النقل بعد خروجهم مكان العمل.. ليست هناك جريمة تحظرها قوانين الأرض والسماء، لم يرتكبها العدو السعودي.. مع ذلك نقول إن جدية هؤلاء الذين يطالبون بتحقيقات، تبقى أمرا محتملا، أما المؤكد فهو أن اليمنيين جادون في هزم العدو اليوم، ومحاكمته غدا.