ينتج المطبخ الإعلامي للإخوان المرتبط بكابلات مباشرة بين صنعاء والدوحة حيث خبراء الكذب الدولي شائعة تقول إن تحالف قوات العدوان والمرتزقة سيطر على موقع استراتيجي في حرض أو على تخوم العاصمة. لا أحد يعرف شيئا عن هذا الموقع سوى أنه "استراتيجي" وهي المفردة الكفيلة بأن تلجم كل من في قلبه مرض وتدفعه دفعا للسباحة في أوهام الانتصارات الزائفة بل وتمنحه وقودا للتمترس وإضافة تفصيل جديد يدعم الشائعة ويحولها كذبة كبرى عن أوهام اقتحام صنعاء من الأشباح التي تسيطر في فرضة نهم أو حتى أوهام احتلال مدينة حرض وميناء ميدي. تستغرق مطابخ الدعاية فتستدعي أجزاء من ذاكرة شائخة تذكر ببطولات الجنرال العجوز. ويرسل المطبخ إياه المعلومة لقناتي الجزيرة والعربية وأشباههما من القنوات والصحف المفلسة التي ما عاد لها ما تقدمه سوى تسويق انتصارات إعلامية، ويلتقطها المعاقون في صحف ومواقع اليسار المزيف في الداخل فينشرونها كما وردت في ما يشبه البطولات. بهكذا بناء يتحول كل هدا الضجيج الإعلامي للحملة الدعائية إلى حقيقة تفعل الكثير في تشويه الوعي وإشاعة المخاوف وهدم المعنويات وشق الصفوف. يكمل الدور بقية الهوجة من الطابور الإعلامي الخامس الظاهرين على استحياء والمختبئين خلف أسماء براقة لفتيات بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم من المشتغلين في تسويق ما تنتجه هذه المطابخ بمعنويات عالية. ينضم إليهم طابور طويل من المتطوعين بتقديم الخدمات الدعائية المجانية وحسب هؤلاء أن يسجلوا حضورا بإفراغ أحقاد عبثية ليرسموا ابتسامة على وجوه طابور طويل من المغفلين الخاضعين لسطوة البروبغاندا . لا يفاجأ أحد من هؤلاء ولا يعتريهم أي شعور بالصدمة أو الخجل عندما يعرفون بالدليل القاطع أن لا وجود لهذا الموقع الاستراتيجي الذي زعمت المطابخ سيطرة المرتزقة عليه على الأرض. ولا يفاجأ أحد منهم بحقيقة عدم وجود أي جحافل للعدوان أو المرتزقة في ضواحي العاصمة أو في مدينة حرض، ولا تجد لديهم أي استعداد لتفسير لماذا تأخرت هذه القوات كل هذا الوقت بعدما صارت حسب زعم المطابخ على بعد خمسة كيلومترات من العاصمة وعشرة كيلومترات من مدينة حرض أو ميناء ميدي. لا يفاجأ أحد عندما يرى أو يقرأ اعترافات من سعوديين تؤكد تعثر كتائب جيشهم العائلي ومرتزقتهم في الطوال. لا يريدون أن يعرفوا بالدليل الحسي والمعنوي حقيقة أن الضربات الصاروخية الموجعة التي تعرضت لها قوات العدوان والمرتزقة في الجانب السعودي من الحدود كانت رادعة، وأرغمت عصابة آل سعود على تحريك الملف الراكد في اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك والتي أثمرت بعد جهد جهيد حصول الرياض على كتيبة عسكرية كويتية لدعم قواتها المتهاوية على خط الحدود. لن تصدقوا أن كل هذا يحدث في تجمع أو مقيل تنضح منه العمالة والخيانة ويضم معتوهين أكثرهم يسبق اسمه لقب دكتور جامعي . لن تصدقوا أن كثيرين من حملة الشهادات العليا وموظفين في مناصب رفيعة وطلابا وكثيرين من محدودي الثقافة السياسية يتسابقون على مجالسهم المشبوهة، بل إن بعضهم يتطوعون لجر البسطاء إليها جراً باعتبارهم الأكثر دراية بأمور السياسة. اللعنة على تنظيم الإخوان الدولي الذي أنتج لنا هؤلاء الحثالة.