العدو السعودي، يقتل اليمنيين بالجملة والمفرق، وهم يسيرون في الطرق، وهم في مواقع العمل، وهم رقود في بيوتهم، ويقصف مساكنهم عنوة.. العدو يدمر المصانع والمدارس والمستشفيات والجامعات والدور الحكومية والطرق وكل الأعيان المدنية والثقافية تدميرا متعمدا، ومقصود قصدا.. وفي مجال الغذاء، ضرب مخازن الحبوب وحرق المزروعات، وقوارب الصيد، وأحرق الدواجن وشوى الحيوانات بصواريخه.. العدو فرض على اليمنيين حصارا بريا وبحريا وجويا، ومنع دخول الأدوية والمحروقات والمواد الغذائية وغيرها من لوازم الحياة الإنسانية.. أترون أن العدو السعودي يقوم بكل هذا لأنه أفلس، أو لأنه غاضب من مرارة الهزائم فقط.. العدو السعودي مستفيد من هذا الدمار وهذا الحصار، لأن اليمن صارت أكبر سوق لمنتجاته الصناعية والزراعية، فكل مصنع يضرب في اليمن مثلا هناك مصنع في بلاد العدو يضاعف إنتاجه وصادراته إلى اليمن.. لكن ليس هذا كل شيء، وينبغي أن نتنبه لذلك.. العدو يريد من وراء هذا التدمير الشامل والقتل الجماعي والتجويع والتخويف والإرهاب، يريد أن يوصلنا إلى مرحلة الاستسلام، لنكون بين يديه مثل الميت بين يدي غاسله كما يقول الإخوان المسلمون.. العدو السعودي جرب الحرب، وكان يعتقد أنه سيحقق أهدافه في عشرة أيام حسوما، وتبين له أن هذا الشعب وجيشه ولجانه الشعبية أبطل تقديراته.. لذلك هو يدمر كل شيء ويقتل ويخوف ويرهب، معتقدا أن اليمنيين سيتلفتون يمنة ويسرة، ويرون كل ما حولهم خرابا ولا قدرة لهم على الحياة غدا إلا بمساعدة العدو نفسه، وبالتالي يعتقد العدو أن اليمنيين سيستسلمون ذات يوم قريب.. شيء قريب من هذا حدث في الماضي، في حروب بين دول، فمثلا، اليابان- مع الفارق- في الحرب العالمية الثانية استعصت على الأمريكيين، فتعين عليهم إرهابها ودفعها للاستسلام، ومن ثم إبقاؤها تحت الوصاية.. استخدم الأمريكيون أول سلاح من نوعه في تاريخ الحروب وهو القنبلة النووية.. ألقوا قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكي يومي 6و9 أغسطس 1945، فقتل أكثر من 150 ألف ياباني، وأصيب وتشوه أكثر من 270 ألفا، والمفقودون أكثر من 139 ألفا، وعلى الفور أذعن الإمبراطور هيرو هيتو للخضوع وأعلن الاستسلام، وزيادة في الهيانة استدعى الأمريكيون الإمبراطور ليوقع وثيقة الاستسلام فوق بارجة حربية أمريكية، وظلت اليابان منذ ذلك الوقت ممنوعة من التكنولوجيا العسكرية، رغم أنها هي التي ضربت بأقوى سلاح عسكري في التاريخ وهو القنبلة النووية الأمريكية..هناك شواهد كثيرة من هذا النوع، والعدو السعودي استخدم الأسلحة التي أشرنا إليها لكي يدفعنا للاستسلام، لذلك ينبغي أن لا نكتفي بالصمود الذاتي، بل علينا جلب العالم إلى أرض اليمن لكي يرى ما يقوم به العدو السعودي.