بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام برقية عزاء ومواساة لنجل الشاعر والمؤرخ مطهر علي الإرياني، في وفاة والده جاء فيها: الأخ المهندس أوس مطهر علي الإرياني وإخوانه وكافة آل الإرياني الكرام بأسى بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ وفاة والدكم الشاعر المبدع.. والمؤرخ والأديب الثائر الأستاذ مطهر بن علي الإرياني الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في أحد مستشفيات القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية الشقيقة الذي كان يتلقى العلاج من المرض الذي ألم به في المرحلة الأخيرة من عمره الذي سخره لخدمة الوطن والثورة والجمهورية والوحدة، حاملاً مشعل الثقافة التنويرية، وقلم المؤرخ المنصف، وفكر الأديب المستنير، الذي أرخ وكتب شعراً ونثراً للثورة والوحدة والحرية والديمقراطية، وللوطن اليمني الواحد، وأثرى المكتبة اليمنية بمؤلفاته الشعرية والأدبية والتاريخية واللغوية، والتي ستظل علامة بارزة من علامات عطائه الغزير وفكره المتقد وحبه الكبير للإبداع والتفرد لما يخدم الوطن والمجتمع. لقد خسر الوطن اليمني.. والحركة الثقافية اليمنية، بل والعربية، واحداً من ألمع المفكرين والمثقفين والمؤرخين الذي تغنى بالحب والطبيعة والزراعة والفلاحة والعادات والأعراف والتقاليد التي أتسم بها شعبنا، وجسد ذلك في قصائده الغنائية التي كانت انعكاساً لأهم مراحل التطور، وأبرز محطات النضال الوطني، كقصيدة "يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس، وملحمة الحب والبن، وملحمة المجد والألم، ومغناة سد وادي سبأ" وغيرها من القصائد والكتابات المتفردة التي تغنت أيضاً بالثورة وبالوحدة، وألهبت مشاعر المناضلين والمدافعين عن مبادئ الحق والعدالة التي ظل ينشدها شعبنا عبر تاريخه النضالي الحافل بالتضحيات الجسيمة من أجل انتصار إرادة شعبنا في الثورة والحرية والاستقلال والوحدة. لقد كان الشاعر والمؤرخ والأديب مطهر بن علي الإرياني من الذين قارعوا النظام الإمامي الملكي المستبد، وبشر بالثورة شعراً ونثراً، ودافعوا عن الثورة والنظام الجمهوري بالكلمة الحرة والقصيدة المسؤولة التي كان تأثيرها ووقعها في نفوس أعداء الوطن والثورة والجمهورية والوحدة كوقع وتأثير قذائف المدفعية والدبابات، وكفعل رصاصات الرشاشات والبنادق إن لم يكن أكثر. وأسهم بدور كبير في تحقيق وتوثيق تراث شعبنا من خلال مؤلفاته حول نقوش المُسند التي تؤرخ للحضارة اليمنية العريقة، حضارة سبأ وحمير، من خلال ترجمة نقوش وخطوط المُسند، ومن خلال تحقيق كتاب شمس العلوم لمؤلفه نشوان الحميري، الذي يعتبر فخراً للتراث التاريخي اليمني، بالاشتراك مع كوكبة من المؤرخين والباحثين. إن رحيل شاعرنا الكبير، والمبدع المتألق دوماً، والمناضل الجسور مطهر بن علي الإرياني، بقدر ما يمثل خسارة كبيرة للوطن وللأسرة الثقافية في اليمن، فإنه بالنسبة لي خسارة فادحة لا تعوض، فقد كانت علاقتي به متسمة بالصدق والوضوح والوفاء والصراحة، وكان لها هدف سامٍ ووحيد وهو خدمة الوطن كل من موقعه، وإننا بهذا المصاب الجلل نشاطركم وكافة آل الإرياني الكرام وكل أدباء وشعراء ومثقفي اليمن أحزانهم وألمهم بفقدان علم من أعلام الفكر والأدب، ونعبر للجميع عن صادق التعازي وخالص المواساة باسمي شخصياً وباسم قيادات وهيئات وأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي.. سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه ورضوانه.. وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم كل أهله وذويه ومحبيه وأصدقائه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام