لمن لا يصدق أن هادي فقد كل شيء ولم يعد تحالف العدوان يركن عليه سوى بأداء الدور القذر، عليه أن يتابع بتأمل ما يفعله في يومياته الرئاسية الملفقة والتي لا تخرج قيد أنملة عن تنفيذ التوجيهات التي تأتيه من مكتب محمد بن سلمان في الرياض. بعد أيام من الانكسارات الكبيرة والهزائم المريعة والمخزية لكتائب تحالف العدوان السعودي المرتزقة والذين صاروا هباء تذروه الرياح في مدينة ميدي الحدودية بعد الضربات القوية لأبطال الجيش واللجان الشعبية التي نظفت آثار الغزاة والمرتزقة حتى حدود الصحراء الغربية للمدينة، جاء التوجيه لهادي ليوجه الضربة القاضية والرد الحاسم بإبلاغ السنيني قرار الرياض تعيينه محافظا لمحافظة حجة. هادي فوجئ كما العادة بقرار التعيين، لكنه كان مرغما على أن يقطع نومه الذي يمتد حتى العصر يوميا ويحضر مراسم أداء اليمين للمحافظ الوايرلس. مطابخ العدوان التي تعبث بهادي أرادت لهادي أن يؤدي الدور القذر فقط ليشيع للناس انتصارا إعلاميا ورقيا بأن محافظة حجة صارت تحت السيطرة. كان مرتبكا ومثيرا للشفقة وغير مصدق أن تحالف العدوان والمرتزقة قد سيطروا على حجة فالتقارير التي قرأها في اسطنبول مع أمر سعودي له بالعودة فورا كانت تتحدث عن هزيمة ساحقة ماحقة لتحالف العدوان والمرتزقة في ميدي. لكن الرجل وبسبب اللوثة العقلية التي يعانيها كما أفصح عن ذلك الزعيم، أكمل الدور وأبلغ السنيني بالقرار ودعاه لأداء اليمين، وأكثر من ذلك توجيهاته للمحافظ الوايرلس بالاعتناء بالمحافظة وحل مشكلات المواطنين المساكين، وتقديم الخدمات لهم بصورة أثارت السخرية والشفقة في آن. الحال المريع لهادي المكبل والمحبط ليس استثناء فنائبه الافتراضي بحاح يبدوا بحال سيئة للغاية. تذكرون بحاح الذي كان يهدد ويزبد ويرعد ويتوعد ويتخندق ويحتجب بسبب وجود مندوبين من اللجان الثورية في الوزارات للرقابة على أداء بعض وزرائه الفاسدين والمشبوهين. تذكرونه بلا شك لكنكم لا تعرفون أنه صار مرتعشا ويسمع الكلام ولا تفارقه الابتسامة. أقسم أن ابتسامة بحاح وبروده المرتعش هو أكثر ما شغلني.. هو المعجزة باعتقادي؛ فالرجل لا يستطيع أن يعقد اجتماعا لحكومته الافتراضية المشتعلة إلا بحضور ممثلي تحالف العدوان بشقية السعودي والإماراتي وبعض مندوبي المخابرات في السفارات. ولن تصدقوا أن هذا المزمجر يضطر لانتظار مندوبي التحالف بالساعات حتى يتمكن من عقد اجتماع لحكومته.. وفي أحيان ينفض الاجتماع بسبب تأخرهم، لكنه مع ذلك لا يزال يبتسم أو لعله مرغم أن يفعل. لله في خلقة شؤون..