أبدى المتحدث الرسمي باسم أنصار الله محمد عبدالسلام، تفاؤله بمشاورات الكويت المزمع انطلاقها غداً الاثنين برعاية الأممالمتحدة، مؤكداً أن المشاورات المباشرة بين جماعته والسعودية أزالت الكثير من العوائق وأنه بإمكان دولة الكويت وقيادتها أن تلعب دوراً بارزاً في صناعة السلام في اليمن. وكشف عبدالسلام في حوار أجرته صحيفة (الرأي الكويتية) ونشرته في عددها الصادر أمس أن المحادثات المباشرة التي جرت في السعودية بين جماعته والحكومة السعودية حققت نتائج جيدة وأزالت الكثير من اللبس والمخاوف لدى السعودية عن جماعته، منتقداً المواقف الإيرانية: "تجيير إيران ما يجري في اليمن ضمن صراع المنطقة ليس مقبولاً". وقال عبدالسلام: "أوضحنا للمملكة ما يستغله البعض من تخويف مبالغ فيه من علاقاتنا الخارجية ومشروعنا ووجدنا تفهماً منهم لكثير من القضايا التي نطرحها" مضيفاً: "إن مطلبنا هو أن تكون هناك سلطة توافقية في مرحلة انتقالية محددة يتم خلالها البت في كل مسائل الخلاف السياسي المتعلق بمخرجات الحوار الوطني، معرباً عن استعداد جماعته لتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة". وتابع: كانت تفاهمات جيدة، نتيجة لقاءات مكثفة لأشهر في مناطق مختلفة وحرصنا على توضيح كثير من المواقف للجانب السعودي، خاصة فيما يستغله البعض لدى المملكة من تخويف مبالغ فيه منا، سواء في جانب علاقاتنا الخارجية ومشروعنا، ووجدنا تفهما من الجانب السعودي لكثير من القضايا التي نطرحها، وسعينا إلى أن تنتقل اللقاءات للحدود لبدء بعض الأعمال الميدانية، وعلى رأسها الجانب الإنساني، وبالفعل حصل كثير من اللقاءات، وأثمرت مواقف مهمة هيأت للكثير من الأجواء التي نشهدها اليوم في سبيل السلام والاستقرار في اليمن. وأضاف: "كان هناك سيل من التقارير المغرضة لقوى نافذة ترغب في جر موقف المملكة إلى جانب مشروعها الخاص ونعتقد أن الصورة إذا ما استمر التفاهم ستتضح أكثر وأكثر". وفي شأن التحضيرات لمشاورات الكويت، قال عبدالسلام: "إن نقاشاتنا مع الأممالمتحدة مستمرة، وموقفنا واضح بخصوص المسودة الأخيرة وتعديلاتنا عليها نحن والإخوة في حزب المؤتمر الشعبي العام، ونعتبر وقف الحرب الخطوة الصحيحة لإجراء أي حوار وما عداها فلن يكون سوى تكريس للحرب". وأضاف: "في حال تمت الموافقة النهائية على مجريات الحوار، فسيكون عدد أعضاء وفود التفاوض ذات العدد الذي ذهبنا به إلى سويسرا بإضافة 2 لكل وفد، وسنكون ونحن والإخوة في حزب المؤتمر بالرئاسة نفسها التي ذهبنا خلالها سابقاً". وأشار عبدالسلام إلى أن "الخلاف يتركز الآن بدرجة أولى على أننا لم نتجاوز حالة الحرب، فالقصف مستمر والزحف مستمر، والتحشيد مستمر، وللأسف تعرضت لجنة الهدنة قبل يومين لقصف جوي في مديرية المتون في محافظة الجوف، ولهذا نحن نعتقد أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار وأن تعمل اللجان في الميدان وفق ما توافقنا عليه في ظهران الجنوب بقطاع عسير الأحد الماضي". وفي شأن ما إذا كان هناك دور لإيران في الحوار المرتقب كمراقب داعم، أجاب: "لا يوجد لإيران أي دور في قرارنا السيادي، ولسنا أدوات بيد أحد، ولن نكون نحن وبقية القوى الوطنية من نقرر ما يتعلق بالحوار ومكانه وآلياته. ولم نطلب حضور أحد في الحوار ونرى أن الحوار اليمني اليمني هو شأن يمني بامتياز". وردا على سؤال في شأن تصريحات إيران عن أن صنعاء هي العاصمة الخامسة، أكد عبدالسلام "أن هذه التصريحات لم تكن موفقة أبدا، وليست بتنسيق معنا، ولا نتحمّل تصريحات غيرنا، ولهذا فإن تجيير إيران ما يجري في اليمن ضمن صراع المنطقة ليس مقبولا من أحد". وحول ما يقال عن خلاف بين جماعته وبين حزب المؤتمر وخاصة بعد أن حشد الأخير في السبعين بشكل منفصل عن حشد جماعته، شدد على أنه "لا يوجد أي خلاف بيننا وبين كافة القوى الوطنية، وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام، في مواجهة الهجوم على بلدنا.. وكانت تظاهرة ذكرى مرور عام على الهجوم مهرجانا وطنيا بكل ما تعنيه الكلمة.. ومن الطبيعي أن يحشد المؤتمر ويدعو لأي تظاهرة، وهذا ليس دليل خلاف، بل ظاهرة صحية وصورة وعي يتجلى فيها البعد الوطني بمكوناته السياسية والحزبية". وعما إذا كان الطريق سيفتح لعودة علي محسن الأحمر وحميد الأحمر إلى صنعاء وإعادة شركاتهم في حال نجح الحوار في الكويت، قال عبدالسلام: "في حال حصل التوافق السياسي بين كل الفرقاء اليمنيين ولم تكن هناك حقوق مغتصبة لأحد من المواطنين، فهذا أمر طبيعي، وهذه المسألة يقررها القضاء لحل النزاعات بين الناس في أي حقوق مسلوبة أو ادعاءات متبادلة".