ربما يجد القارئ صعوبة في معنى الربط بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملازم خالد الإسلامبولي خاصة أن هذا الأخير اختفي من المشهد المصري بعد عام من حادثة المنصة التي أودت بحياة الرئيس السادات.. والواقع أن الصلة بين الطرفين، السيسي كقائد قرار سياسي أول في مصر، وخالد الإسلامبولي كممثل لقوة فكرية وسياسية كبيرة في مصر... هذه القوة التي يمثلها جماعة الإخوان المسلمين وقدمت نفسها كقوة ثائرة ضد مشاريع التطبيع مع العدو الإسرائيلي قبل القوى الأخرى بمختلف توجهاتها انقلبت مرتين على زعيمين مصريين، وأقدمت في المرة الأولى على محاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر في حادثة المنشية المعروفة وهو الذي أعلن مراراً بأن جزيرتي تيران وصنافير المتنازع عليها مع السعودية أرض مصرية لا نقاش حولها.. وقاموا باغتيال السادات عبر الإسلامبولي، ومجموعته ردا على اتفاقية كامب ديفيد المشهورة وهو الذي أعاد لمصر أرضا مصرية كانت بيد إسرائيل بناء على هذه المعاهدة.. هذه القوى نفسها هي التي انتظرت لأكثر من ثلاثة عقود أية غلطة من الرئيس مبارك لتلحقه بسلفه تحت هذه الحجج، هاهي اليوم تقف عاجزة أمام جريمة تاريخية ووطنية وجغرافية أقدم عليها أكثر القادة المصريين ندية لهم وأكثرهم بشاعة في التعاطي معهم وقد أقدم على بيع هذه الجزر من السعودية في غفلة من التاريخ وغفلة من الشعب المصري، وهي الحادثة التي نعتقد أنها الأجدر بالثورة على النظام، والنصف الآخر من حجة ودافع الإخوان لتصفية حساباتهم مع الرجل الذي انقلب عليهم وأودع قاداتهم السجون، وذلك أدعى لظهور إسلامبولي جديد يعلن سخطه على الخائن ويحاسبه. ومع ظهور بوادر انتفاضة شعبية في مصر وأنباء عن مظاهرات تجتاح الشارع المصري الآن.. تبرز الأسئلة الحرجة ومنها، هل يستطيع الإخوان المسلمون أن يتجاوزوا حدود التهم المحيطة بهم ويعلنون صرخة رفض قوية في وجه النظام الخائن؟ نعتقد أنهم وغيرهم من القوى الفاعلة في مصر يمتلكون أكثر من سبب لمحاسبة رئيس باع أكثر من قضية، وأهدر ما هو أكبر من الجزر البحرية بكثير أبرزها كرامة الشعب المصري الحر الثائر.