منذ يومين كنت أستمع إلى حوار إذاعي كانت مادتي الأخيرة في صحيفة "اليمن اليوم" محور ارتكاز فيه، وبالقدر الذي أسعدني ذلك بالطبع، وجدتني أكثر سعادة بمشاركة نسائية في البرنامج لشاعرة يمنية تدعى "سبأ الجهراني"، لم تشارك بقصيدة ولا بلافتة شعرية، لكنها طرحت مضمونا اجتماعيا، وأمنيا، وسياسيا من طراز رفيع.. كانت تتحدث عن الجرحى وضرورات إيلائهم العناية اللازمة، كحق من حقوقهم وواجب علينا نحوهم، ولهذا استحقت مني ومن الجرحى كل التقدير، وهي دافعي في الكتابة اليوم، يضاف إليها أحد الشباب الذي زارني اليوم بهدف التوسط لأخيه جريح الجبهة الذي قال إنه انقطع راتبه أو مستحقاته من معسكره في قوات الأمن الخاصة، وشاء توصية مني، والحق أن الأمر أكثر من مجرد توصية أو اتصال هاتفي وقد نشط هذا الشاب ذاكرتي، وأنعشني مجدداً لإطلاق صرخة عالية بشأن حقوق الجرحى ومستحقاتهم المالية، وعدم التهاون في ذلك بل ومحاسبة أي شخص يتسبب بقصد أو بعنجهية شخصية في حرمان هؤلاء العظماء من حقهم الكامل وغير المنقوص، وقد سمعت بعض تعليقات مقربين من قيادة قوات الأمن الخاصة تعزو القصور الحاصل بشأن عدد من الحالات لوجود شخص أو أكثر في وزارة الداخلية اتخذ سلسلة إجراءات مالية أعاقت صرف كثير من المستحقات والحقوق لأبنائنا المقاتلين في الجبهات ومنهم الشهداء والجرحى، من قوات الأمن الخاصة والمتطوعين عبر هذا المعسكر، وهذا ما دعاني للاتصال بالقائد للاستفسار منه شخصياً، غير أنني لم أحظ برد منه، والأمر يستحق العناء لأنه يتعلق بالجرحى وهؤلاء أكثر حاجة للاهتمام بهم، على اعتبار أن الشهداء باتوا بيد المضيف الأعظم، وهو من يمنحهم الأوسمة التي تليق بعظمة المجاهدين بالمال والنفس، الجرحى مسؤوليتنا جميعاً، وحرمتهم أكبر من سواهم، وقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه سبق الأخذ والرد في موضوع الداخلية، هذا وأضاف معلومات لا أحبذ طرحها، الجرحى -كما قالت سبأ- يحتاج عدد منهم للترحيل الخارج، ودعت القطاع الخاص للمشاركة في دعم صندوق أو مالية مخصصة لهذه الغاية، ما الذي يمنع تسخير رحلات علاجية لعدد من العواصم التي لا تشارك في قطعة الحلوى الخاصة بعاصفة الحزم، ما الذي يمنع من التواصل مع منظمات إنسانية متخصصة وغير متخصصة للمساعدة على علاج الحالات الحرجة لبعض الجرحى، والذين عجزت وسائلنا وإمكاناتنا عن علاجهم في زمن الحصار الخانق؟ أسئلة صغيرة لكنها ذات حمل عظيم يتجاوز حدود صرخة شاعرة أو عويل صحافي، إنها قضية وطن بكل ما في الكلمة من معنى، أليس كذلك؟!