ما سمعت أن سعوديا قوميا أو يساريا أو يمينيا أو ليبراليا أو وهابيا أو إخوانيا، تضامن مع اليمنيين، وليس من المحتمل وجود واحد منهم يغضب من نظام آل سعود، فينتقد عدوانه العسكري على الشعب اليمني.. لذلك لا شيء يدعوني لمجاراة المؤمنين أن المغرد "مجتهد" هو أمير سعودي، وفي الوقت نفسه يغرد ضد السعودية لأجل اليمن! رئيس أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، سعودي بدرجة دكتور، لم يجد ما يدعم به نظامه ضد اليمنيين سوى التلفيق، راح إلى واشنطن يلقي محاضرة، يقول إن أول دولة في اليمن تأسست عام 1913 فقط، وفي اليمن فقط، وكان اسمها المملكة المتوكلية اليمنية، أما ما يعرف بجنوب اليمن اليوم فهو "الجنوب العربي" الذي كان مستقلا، ولم يكن في أي مرحلة تاريخية جزءا من اليمن، بل ضم قسرا إلى اليمن عام 1990، ولذلك يجب إعادة فصله.. وكل ما قاله السعودي الدكتور تلفيق ملفق.. أما المغرد "مجتهد" فيبذل جهده ليبدو بصورة أمير سعودي معارض، مثل "جمال بن" الذي غرم به يمنيون، ولم يحسن "مجتهد" تقمص الدور، وأسلوبه أسلوب كاهن أو منجم، يدعي الاطلاع على مستورات القصور الملكية، ومعرفة بغيوب وعيوب "عاصفة الحزم"، مع قليل من بهارات يمنية في تغريداته، وهو يحاكي طريقة المغرد الإخواني اليمني "طامح" الذي زعمت مخابرات مصر أنه إخواني يمني سبق أن ترشح لانتخابات رئاسية.. وسائل إعلام حزب الإصلاح أو إخوان اليمن، لا تهتم بتغريدات "مجتهد"، وهي التي كانت تعتبر المغرد المهرف"طامح" بمثابة البخاري الخاص بها، وعنوا بتغريدات وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور لصالح عدوان آل سعود قبل لجوئها إلى ألمانيا.. ومع ذلك فإن عدم اهتمام الإخوان بتغريدات "مجتهد"، له ما يبرره، فالإخوان قد حددوا خيارهم بالانحياز للعدو السعودي، ومن رغب بالتعبير عن نقمته للسعودية يكني نفسه، إذ لا يستطيع التعبير عن رأيه باسمه الصريح، بعد أن ارتمى الإخوان في أحضان آل سعود.. زعموا أن المغرد "مجتهد" أمير سعودي معارض، بينما لا يوجد أمير سعودي معارض محترم أخفي اسمه، فما الذي يضطره إلى ذلك، فالأمراء محروسون بالعناية الأمريكية والبريطانية.. قلة من الأمراء لم تعجبهم سياسات النظام الداخلية والخارجية، خرجوا وتكلموا، أولهم طلال وآخرهم بنت الملك عبدالله، فمن هو "مجتهد" أمام هؤلاء؟ ثم ما الذي يقوله "مجتهد" ليستحق كل هذا الغرام من جانبنا؟ لا شيء، شغل مخبرين متكهنين ملفقين، يعطيك باليمني كلمتين، وباليسرى يضللك بعشر.