دعا محافظ محافظة تعز الأستاذ عبده محمد الجندي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جيمي ماكجولدريك إلى النزول الميداني إلى محافظة تعز للتحقيق في جرائم الحصار والقتل الجماعي التي ينفذها مرتزقة العدوان السعودي بحق المدنيين في قرية الصراري بمديرية جبل صبر بمحافظة تعز. كما دعا المحافظ الجندي مرتزقة العدوان الذين يحاصرون القرية منذ أكثر من سنة إلى الكف عن الحصار وقتل الأبرياء ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القرية والقرى المحاصرة الأخرى في المديرية. وأوضح الجندي في مؤتمر صحفي عقده أمس بالعاصمة صنعاء أن المرتزقة قتلوا خلال الفترة الماضية أكثر من 30 مدنيا من آل الجنيد القاطنين في قرية الصراري بمديرية صبر الموادم، مشيرا إلى أن هناك مساعي لدى المرتزقة لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين. ودعا الجندي وجهاء محافظة تعز إلى التدخل لرفع الحصار عن قرية الصراري والقرى الأخرى المحاصرة في مديرية صبر الموادم ووقف أي محاولات لارتكاب جرائم إعدام جماعية في حق المدنيين، لافتاً إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية لديهم القدرة على الدخول إلى هذه المناطق في ليلة وضحاها لكننا نسعى جاهدين إلى عدم وقوع ضحايا من المدنيين الأبرياء. وكشف الجندي عن تصاعد خطير في الجرائم التي يرتكبها مرتزقة العدوان السعودي في نهب المرافق العامة والمنازل في مركز مدينة تعز، مشيرا إلى أن السلطة المحلية بالمحافظة طلبت من الجيش واللجان الشعبية منع خروج أي أثاث منزلي من محافظة تعز ، مضيفا "المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي المرتزقة تحولت إلى غابة ومقسمة إلى قطاعات غير آمنة، وهي تئن أنين الأم الثكلى جراء تصاعد العدوان السعودي الأمريكي وتصاعد أعمال العنف والنهب والسلب التي ينفذها مرتزقة العدوان بداخل أحياء مدينة تعز". وأضاف "مدينة التربة بعد أن كانت مدينة للسلام امتلأت حاليا بالمسلحين وضاق الناس ذرعا ببلطجتهم والاشتباكات التي يشعلونها ليلا ونهارا، فيما تعصف بأحياء مدينة تعز جماعات التطرف والإرهاب". وعرض الجندي في مؤتمره الصحافي نماذج من جرائم مرتزقة العدوان السعودي بحق أبناء قرية الصراري وقرى حيار وحصبان وذي البرح، كما عرض أسماء العديد من الشهداء الذين قضوا في غارات لتحالف العدوان السعودي أو الذين قضوا برصاص المرتزقة الذين يحاصرون المدنيين في القرى ويمنعون عنهم الغذاء والدواء. وأكد أن اليد لا تزال ممدودة للسلام وأي قائد ميداني يقاتل حاليا في صفوف المرتزقة ويرغب في العودة إلى رشده ويعود إلى منطقته بسلاحه فلن يعترضه أحد سوى أثاث البيوت لن نسمح بخروجها من مدينة تعز. ولفت الجندي إلى أن غارات العدوان السعودي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار عبر الأممالمتحدة؛ في حين استمر العدوان ومرتزقته في التحشيد وقصف المناطق بكثافة بكل أنواع الأسلحة، موجها التحية والتقدير لأبطال الجيش واللجان الشعبية الذين يتصدون لهذه الهجمات والزحوفات التي لم تتوقف حتى الآن. وتساءل المحافظ الجندي: ماذا حقق المرتزقة من كل هذا ؟ مستطردا "لم يحققوا سوى الجرائم بحق المدنيين الأبرياء والهزائم في كل الجبهات المشتعلة بمحافظة تعز من حيفان والعمري وذُباب مرورا بالوازعية والضباب وكهبوب وصولا إلى جبهات المدينة حتى اللواء 35 مدرع في منطقة المطار القديم تم دحرهم منه وهو خاضع لسيطرة الجيش واللجان الشعبية... وكلما تلقوا ضربات من الجيش واللجان الشعبية يذهبون إلى القرى ليفرضوا حصارا على أبنائها، كما هو حاصل اليوم في قرية الصراري التي يحاصرها المرتزقة منذ أكثر من سنة. وحمّل المحافظ الجندي حزب الإصلاح مسؤولية التدهور المريع للأوضاع في محافظة تعز، وقال إن حزب الإصلاح وعبر منظماته الإغاثية المنتشرة في تعز يتسلم 10 ملايين ريال، وفي حال استمر هذا التدفق المالي الكبير لن يقبلوا بوقف النار كما أن المعونات الإغاثية كلها تباع في الأسواق التابعة للمرتزقة. ولفت الجندي إلى أنه رغم النتائج الايجابية التي يتوقع أن تخرج بها مفاوضات الكويت إلا أن تحالف العدوان السعودي لا يزال يشعل الحروب والصراعات في المحافظات اليمنية، مشيرا إلى أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى ما يسمى "كتائب حسم " التي تسيطر على بعض أحياء مدينة تعز قادمة من محافظة عدن بأوامر من عبدربه منصور هادي، وضمت آليات ومدرعات بهدف إشعال المزيد من الصراع والمزيد من القتل وسفك الدماء في هذه المحافظة، مضيفا "هادي هو من أوجد الإرهاب في محافظة تعز وحاليا يدفع بالمزيد من الإرهابيين إلى محافظة تعز". وفي سياق آخر أعلن المحافظ الجندي استمرار العمل والترتيبات حاليا لإعادة فتح جامعة تعز واستئناف عمل كليات الجامعة خلال الأسبوع الجاري، لافتاً إلى تعرض مباني كليات الجامعة لعمليات نهب وتخريب واسعة من قبل المسلحين التابعين لقوى العدوان ولم يبق منها سوى أطلال. وأكد أن مسلحي مرتزقة العدوان السعودي عندما استولوا على المنطقة الواقعة في إطارها جامعة تعز نهبوا كل شيء وباعوه بثمن بخس، مشيراً إلى أن بين مسلحي المرتزقة 1200 مسلح من المحكومين بالإعدام والسجن بتهم جنائية. كما أعلن المحافظ الجندي أن العمل يجري حالياً على إصلاح وإعادة تأهيل محطة المخا البخارية التي دمرتها غارات العدوان السعودي، خصوصاً وأن المديريات الساحلية بمحافظة تعز ذات مناخ حار تصل درجة الحرارة فيها إلى 45 درجة مئوية يعيش سكانها ظروفا صعبة للغاية.