شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس، بميدان السبعين، مسيرة حاشدة تأييداً ومباركة للاتفاق السياسي الوطني والتاريخي بين القطبين الفاعلين في الساحة (المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم) لتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شئون البلاد وسد الفراغ السياسي والدستوري. وأكد بيان صادر عن الفعالية أن الاتفاق السياسي الوطني يعدُّ انتصاراً هاماً للإرادة الشعبية والوطنية الصامدة في وجه العدوان، والطامحة لتحقيق العزة والكرامة والنصر والاستقلال للجمهورية اليمنية.. لافتا إلى أنه لابد من السير في تنفيذه حفاظاً على مؤسسات الدولة وتسيير شئونها ورعاية مصالح المواطنين. وجدد البيان التأكيد على مواصلة الصمود والثبات في وجه كل التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تفرضها قوى العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني، والاستمرار في دعم مختلف الجبهات بقوافل الكرم والإسناد. ورفع البيان آيات الشكر والعرفان لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية الذين يُسطرون أروع ملاحم البطولة والفداء، ويحققون الانتصارات النوعية في جبهة ما وراء الحدود وكل الجبهات. وفيما دعا محمد علي الحوثي حزب الإصلاح إلى الانضمام إلى هذا الاتفاق، أكدت كلمة الجبهة الوطنية الجنوبية التي ألقاها رئيس الكتلة الجنوبية أحمد القنع، أن هذا الحشد الجماهيري من جميع أبناء الشعب اليمني يمثل ملحمة وطنية شعبية صادقة، وانتصارا للوطن والحق والشهداء الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، والذي توج هذا الانتصار بوحدة الجبهة الداخلية، الجبهة السياسية والجبهة القتالية. ودعا إلى الوقوف مع أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية ومساندتهم في مواجهة ودحر قوى الغزو والاحتلال والعملاء وبائعي الأوطان. وحذر القنع من دسائس العملاء المندسين عبيد المال السعودي بين أبناء اليمن الواحد، وخصوصا بعد الاتفاق السياسي الوطني. وأضاف: "اليوم وقد اجتمعت هذه القوى السياسية، ولنبارك لها هذا الاتفاق، وندعو بقية الأحزاب بما فيهم -ولو أنه يوجد لدينا ألم كبير- ولكن وبما فيهم الإصلاح، إلى أن يشتركوا في هذا الاتفاق الذي يخدم الوطن كل الوطن، ومن أجل الوطن سنتفق وسنتحد، وسنعمل على أن نتراص وأن نتآخى فيما بيننا". ندوة سياسية في معهد الميثاق تؤكد ضرورية المجلس السياسي الأعلى أكدت ندوةٌ سياسيةٌ قانونيةَ (المجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون البلاد)، والذي أعلن عنه بموجب اتفاق موقع الخميس الماضي بين القطبين الفاعلين في الساحة، المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم. وعبرت أوراق العمل المقدمة في الندوة التي نظمها معهد الميثاق صباح أمس في مقره بالعاصمة صنعاء، تأييدها للاتفاق السياسي المشار إليه، كما أكدت على قانونية (المجلس السياسي الأعلى) والالتزام بدستور الجمهورية اليمنية النافذ والحفاظ على مؤسسات الدولة. وفي كلمة الافتتاح لفت رئيس المعهد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام محمد العيدروس إلى كلمة الزعيم علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، التي ألقاها مساء السبت بهذه المناسبة. وقال العيدروس إن كلمة الزعيم تضمنت ملامح أساسية لسد الفراغ الدستوري، متطرقاً إلى المرحلة التي تمر بها البلاد، وأهمية التحلي بمزيد من الصمود لمواجهة العدوان السعودي، مشيداً بالاتفاق الذي جرى بين المؤتمر وأنصار الله . وذكر العيدروس أن الشعب اليمني أعطى فرصة للذين يتغنون بالشرعية ليعودوا للوطن، ويراجعوا حساباتهم بوقف العدوان ورفع الحصار وسحب المليشيات لتستتب الأمور.. واستدرك: ولكن هؤلاء لا يحملون في نفوسهم نوايا طيبة تجاه الوطن. مضيفاً أن الاتفاق لم يأتِ من فراغ، ولكن بعد دراسة وافية وتفكير عميق، كما يستمد شرعيته من الشعب والدستور والقانون.. ونوّه إلى أن المهرجانات التي ستنظم في العاصمة صنعاء هي بمثابة استفتاء على الاتفاق، والذي لا مخرج للبلد إلا من خلاله. وأضاف العيدروس أن هذا الاتفاق هو اتفاق وطني بين القوى الموجودة في الميدان، وليس فيه عداء لأحد، أو للمشاورات المنعقدة في الكويت، مشيراً إلى أن ما يسمى الوثيقة الأممية ليست حلاً وستتولد عنها مشاكل أكبر.