أكد البيان الختامي الصادر في ختام أعمال المؤتمر الإعلامي الأول الذي نظمه اتحاد الإعلاميين اليمنيين في العاصمة صنعاء أمس، على أهمية مراعاة ظروف المرحلة التي تتطلب إعلاماً وطنياً مسئولاً يقف إلى جانب الشعب والجيش واللجان الشعبية وبما يعزز من الصمود الوطني وتجنب المناكفات المضرة والمؤثرة على وحدة الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان. وفي ختام المؤتمر، الذي انعقد بالتزامن مع إعلان المجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون البلاد، حظي بحضور واسع من المسئولين ورؤساء المؤسسات الإعلامية الرسمية والحزبية والأهلية بمشاركة 500 مشارك ومشاركة من الإعلاميين اليمنيين في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، طالب البيان الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية للتضامن وتوحيد الصف والجهود لمواجهة العدوان ونبذ الخونة والمرتزقة والتصدي لصنوف الكيد والتضليل والإرجاف بحق الوطن والقوى الشعبية والسياسية المناهضة للعدوان. ودعا المؤسسات الإعلامية إلى التوقيع على ميثاق الشرف الإعلامي بما يساعد على تقديم رسالة إعلامية وطنية، كما بارك مؤتمر الإعلاميين الاتفاق الوطني بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، داعياً المجلس السياسي الأعلى لاتخاذ المزيد من الخطوات الاستراتيجية فيما يتعلق بمواجهة العدوان والحصار وإدارة مؤسسات الدولة. وأكد على ضرورة التزام الإعلاميين أفراداً ومؤسسات بالثوابت الوطنية وترسيخ قيم الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والتأكيد على أهمية دور الإعلام في إشاعة ثقافة التسامح والتصالح ونبذ الفرقة بين كافة أبناء الشعب اليمني الواحد، وتجريم نشر المواد الإعلامية المحرضة على الطائفية والمناطقية والعنصرية والتشطرية. ودعا إلى ضرورة إيجاد خطاب إعلامي موحد في مواجهة العدوان وإتاحة الحصول على المعلومات لكل الإعلاميين بما يمكنهم من إيصال رسالتهم الوطنية، كما دعا المؤسسات الإعلامية إلى تحسين مستوى دخل الإعلاميين وتقدير طبيعة أعمالهم الإبداعية، وحث وزارة الإعلام على سرعة استكمال دراسة مشروع الكادر الصحفي وتقديمه للجهات المختصة لتنفيذه. ودعا المؤتمر الجهات المختصة إلى إعطاء الأولوية في استيعاب الإعلاميين الخريجين في التوظيف كحق مكفول، ودعم جهود الصحفيين الرامية إلى تصحيح مسار نقابة الصحفيين اليمنيين التي انتهت شرعية هيئتها الإدارية منذ سنوات وما تزال تستغل مقدراتها المالية والمعنوية لصالح أشخاص وأطراف تشارك في العدوان على الوطن والشعب. وطالب المؤتمر بإطلاق المغرر بهم من المعتقلين والصحفيين أو إحالتهم للنيابة وفقاً للقانون، وحث الجهات الرسمية والشعبية على المزيد من الاهتمام بأسر شهداء الإعلام الوطني والحربي وتخليد ذكراهم والعناية بالجرحى ومتابعة أوضاعهم الصحية وتسوية أوضاعهم الوظيفية، والمطالبة بإرسال فريق إعلامي إلى الخارج للمساعدة في نقل معاناة ومظلومية الشعب اليمني للأشقاء والأصدقاء وكشف جرائم دول تحالف العدوان وتفنيد مزاعم أبواق الكيد والتضليل الإعلامي الممنهج بحق شعبنا والقوى الوطنية المدافعة عن سيادة اليمن واستقلال القرار الوطني بعيداً عن الوصاية والهيمنة الخارجية. وثمن المؤتمر الدور الكبير الذي لعبه الوفد الوطني في مشاورات الكويت بهدف نقل معاناة الشعب اليمني، والتأكيد على خيار الحوار لتحقيق السلام العادل وعدم الرضوخ لإملاءات وضغوطات تحالف العدوان. كما حيا الدور اللافت والمتميز للفريق الإعلامي المرافق للوفد الوطني والجهود التي قامت بها مختلف المؤسسات الإعلامية في مواكبة المفاوضات. وأشاد المؤتمر بالمواقف الإنسانية للعديد من المنظمات الدولية والحقوقية ووقوفها الداعم والمساند لشعبنا رغم المخاطر والعراقيل التي واجهتها من قبل تحالف العدوان، ودعا المجتمع الدولي بمختلف هيئاته إلى مساندة الشعب اليمني لوقف العدوان الهمجي ورفع الحصار الجائر، وفي الوقت ذاته استهجن المؤتمر الكيل بمكيالين حيال جرائم الحرب التي تستهدف المدنيين والأطفال اليمنيين من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي. كما أشاد المؤتمر بكل الأصوات والأقلام الحرة العربية والإسلامية والإنسانية التي تدافع عن الشعب اليمني وحريته واستقلاله وتقف مع الشعب اليمني في وجه الاستكبار العالمي، داعيا وسائل الإعلام العربية والدولية المهتمة بالشأن اليمني إلى توخي الحقيقة والكف عن التعاطي مع التقارير الأحادية التي تنسجها المطابخ الدعائية التابعة لتحالف العدوان. كما أكد المؤتمرون في ختام أعمال المؤتمر استعدادهم لفتح قنوات تواصل مباشرة مع الإعلاميين العرب والأجانب لنقل وقائع ما يحدث في اليمن، كما دعوا في هذا المضمار إلى تنظيم برامج للصحفيين الأجانب الراغبين في الاطلاع على الأوضاع باليمن بصورة مباشرة. المؤتمر افتتح بالسلام الجمهوري وبآيات من الذكر الحكيم وألقى الزميل عبدالله علي صبري رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين كلمة ترحيبية، أشار فيها إلى الأنشطة التي قام بها الاتحاد خلال الفترة الماضية، وإلى المواقف التي سطرها في إطار الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان، وتطرق إلى الأنشطة المستقبلية التي يتطلع الاتحاد إلى إنجازها بتضافر جهود أعضائه من الإعلاميين والإعلاميات، وبتعاون الشرفاء والأحرار من مناصري الاتحاد. وألقى طارق الشامي كلمة الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام، بارك فيها إعلان المجلس السياسي الأعلى، ورحب بدور اتحاد الإعلاميين اليمنيين، وبالأداء الاستثنائي للإعلام في مواجهة الحصار والعدوان والتضليل الإعلامي المصاحب لتحالف العدوان والمرتزقة، مشدداً على أهمية انعقاد هذا المؤتمر. وقال مخاطبا الحاضرين: "تلتقون اليوم بعد مرور 500 يوم من قتل الأطفال والنساء والشيوخ في المنازل والمدارس والأسواق العامة وصالات الأفراح، تلتقون بعد 500 يوم من الحصار الاقتصادي على اليمن براً وبحراً وجوا". وأكد الشامي أن المؤتمر الإعلامي الأول يرسل رسالة للعالم وفي مقدمته دول العدوان أنه مهما طال أمد العدوان والحصار فإن إرادة الشعب اليمني لن توهن أو تلين وإنما ستزداد قوة وصلابة، وأن العدوان بحقده وصلفه لن يستطيع أن يمحو أثر الشعب اليمني منبع العروبة وأصلها الضاربة جذوره في أعماق التاريخ. وفيما أشاد بجهود الإعلاميين اليمنيين ودورهم الكبير في مواجهة الماكينة الإعلامية الضخمة للعدوان، تساءل رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي عن موقف أولئك الذين تسابقوا عبر الفضائيات المدعومة من تحالف العدوان لإنكار مجزرة المخا بعد أن أقر العدوان مؤخراً بارتكابها، وماذا سيكون موقفهم بعد أن يقر بارتكابه للمجازر في سنبان والمزرق وسعوان ومستبأ ونهم وغيرها من المناطق التي تعرضت لجرائم ومجازر وحشية على يد تحالف العدوان الهمجي. من جهته أشاد أحمد حامد، رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله بالأدوار الوطنية التي تضطلع بها المؤسسات الإعلامية الوطنية في مقارعة العدوان السعودي الأمريكي، وحيا في كلمته الاتفاق السياسي بين القوى الوطنية، داعياً مختلف الإعلاميين اليمنيين إلى الاصطفاف كجهة وطنية واحدة في مواجهة العدوان والاحتلال ونبذ الخونة والمرتزقة أينما كانوا ومن كانوا. كما ألقت الدكتورة ابتسام المتوكل كلمة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان أوضحت فيها شموخ وشجاعة وصمود الشعب اليمني العظيم، أمام عنجهية عبثية العدوان الغاشم وجرائمه المروعة. وألقى شاعر الصمود الأديب معاذ الجنيد قصيدة عبر فيها عن تساقط أباطيل وتضليلات وزيف العدوان أمام صلابة وأنفة أبناء اليمن وشموخهم.