ينظر لجثث أفراد أسرته المتفحمة وبقايا دمائهم ملطخة فوق وجهه، لم يكن يبكي أو يصرخ كان فقط متبلماً أمام 12 شخص من أفراد أسرته على متن سيارتهم التي قُتل جميع من فوقه ونجا هو فقط ليقف وحيداً أمام هذه المجزرة عاجز عن قول شي فقط يحاول التعرف على ما تبقى من ملامحهم كذكرى أخيرة لأفراد أسرته.. أنه طفلاً في سن الخامسة تقريباً يقف أمام مجزرة جميع ضحايها أسرته.. كان يتمنى إكمال السفر معهم لكن طائرات العدوان أجبرتهم على الرحيل إلى الموت وترك هذا الطفل وحيداً في منتصف الطريق وبداية الحياة. كل المسميات عاجزة أن تصف هذه الحادثة المؤلمة، هي أكبر من أن تكون مجزرة أو جريمة واقسي من أن تكون واقع يعيشه المواطن اليمني، جريمة أخرى يرتكبها طيران العدوان الجبان على طريق خولان مأرب راح ضحيتها أسرة بأكملها مكونة من 12 شخص وطفل نجا وحيداً مصاب ببعض الجروح تمزقت ثياب عيده وكذلك أسرته أمام عينيه.! وقبل ستة أيام راح 12 شخص ضحية لمجزرة أخرى ارتبكها العدوان في عشاء أول يوم من العيد، حين كانت قنواتهم تضج بقدارات آل سعود الخارقة في تنظيم الحجاج كانت صعدة تضج بأصوات صواريخ القصف التي انتزعت فرحة العيد من أهالي منطقة المهاذر في مديرية سحار وغرزت بصواريخها حزن وعزاء في قلوبهم. يهتم مجرمي آل مردخاي بترك بصمة مميزة في كل مجزرة يرتكبونها فاختياره لمكان وتوقيت المجزرة يدل على هدفهم الواضح والمتمثل بان تكون الجريمة ليست فقط مجرد قتل فلابد أن تكون مؤلمة أكثر من الموت وأكثر من الظلم ولها طابع إجرامي يتميزون به عن بقية المجرمين فأما في عرس ليقطع فرحته وأما في عيد ليقتل ابتسامته أو طريق سفر يغيرون اتجاهه إلى الموت والكثير الكثير من المجازر المؤلمة التي سيخلدها التاريخ في ذاكرة كل مواطن يمني. أمام صمت دولي جبان يعيش المواطن اليمني اليوم أسوء واقع قد يعيشه إنسان وسط قصف وقتل بدون حساب أو محاسبة، واقع فرضه من يتفاخرون بمهارتهم في تنظيم حج بيت الله ويتفاخرون أيضاً بتحقيق هذه الجرائم وعدد الأرواح التي استطاعوا حصادها من أجساد الشعب اليمني، 7000 مدني وأكثر قتلتهم طائرات العدوان في اليمن وكل مجزرة تتميز عن غيرها بطابع إجرامي جديد. المواطن اليمني لم يعد يشعر بالأمان إطلاقاً فهناك صواريخ تحملها أشباح الموت التي تحوم دائماً في السماء وكذلك لا يشعر بالخوف لأنه اعتاد على كل هذا الرعب وهذه الجرائم التي ترتكبها طائرات العدوان لكن أصبح يشعر بالقوة والعزة وأصبح تواقا للانتقام وهذا ما يثبته المقاتل اليمني في الحدود السعودية حين يقف بكل شموخ وقوة وصلابة يحمل قضية وطنه ومؤمن بضرورة إنصاف شعبه والانتقام لهم، وذلك الطفل الذي رأى جثث أفراد أسرته متفحمة اليوم في منظر لا تستطيع وصفه كل معاني الآسي والظلم لن ينساه غداً، وان غد لناظره قريب.