كثف حلف العدوان السعودي، أمس، محاولاته لتحقيق أي تموضع في الجبهات الواقعة على شريط الحدود الإدارية بين محافظتي تعزولحج، وخصوصاً الجبهات القريبة من باب المندب. وفيما كشفت صحيفة إماراتية عن استعدادات لهجوم كاسح على الشريط الساحلي الغربي الممتد من المندب وحتى المخا شمالاً، قلل مصدر عسكري من أهمية ما نشر كونه ليس هناك خطة عسكرية يتم الكشف عنها إعلامياً قبل تنفيذها. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية بأن تعزيزات كبيرة وصلت، فجر أمس، إلى معسكر المرتزقة في منطقة "الحجف" بعزلة رأس العارة، مديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج. وأوضحت المصادر أن التعزيزات القادمة من محافظة عدن عبارة عن دبابات ومدرعات ومدافع متحركة بالإضافة إلى مجاميع كبيرة من المجندين، بعضهم تم تدريبهم في قاعدة العند الجوية والبعض الآخر في معسكرات الغزاة بمحافظة مأرب، والوديعة محافظة حضرموت.. وشرورة بقطاع نجران. وبالتزامن مع ذلك واصل المرتزقة محاولاتهم للتقدم صوب جبال كهبوب الاستراتيجية المطلة على مواقع هامة للعدوان في المضاربة ورأس العارة، وشكل العدوان غطاء جوياً لهجوم مرتزقته ب3 غارات. وأكدت ذات المصادر العسكرية أن المرتزقة حاولوا التقدم في وادي "سعنب" شمال شرق جبال كهبوب، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة وأجبروهم على التراجع بعد أن دمروا مدرعة عسكرية للمرتزقة وأحرقوها مع طاقمها. وفي جنوب جبال كهبوب، كثف المرتزقة القصف المدفعي على جبال الخمسة قرون وجبل "حجيجة" وتعتبر هذه الجبال الحامية الجنوبية لكهبوب. القصف المدفعي رافقه محاولات تسلل عناصر من مجندي العدوان إلى مواقع الجيش واللجان، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل وتم القضاء على عدد منهم بعمليات قنص ناجحة لوحدة القناصة في الجيش واللجان، ومساء أمس، أكد مصدر عسكري تدمير مدرعة للمرتزقة في ذات الجبهة (جنوب كهبوب). وتعتبر جبهة كهبوب من أكثر الجبهات التي تكبد فيها المرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد منذ يوليو المنصرم. وإلى الشمال الغربي لباب المندب، حيث تقع مدينة ذوباب، نفذ طيران تحالف العدوان السعودي 3 غارات على جبل الشبكة المطل على المدينة. وتبعد جبال كهبوب الاستراتيجية عن باب المندب من جهة الشمال بمسافة 30كم، فيما تبعد مدينة ذوباب عن باب المندب من جهة الشمال الغربي بمسافة 35 كم. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا منتصف فبراير 2016م من تأمين كامل مدينة ذوباب وجبال العمري وقرية الحريقية الواقعة جنوب مدينة ذوباب بمسافة 5كم. مخطط لاحتلال الشريط الساحلي التعزيزات الضخمة لمعسكرات العدوان في رأس العارة ومحاولاتهم المتكررة لتحقيق أي تموضع في المواقع الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان والقريبة من باب المندب، تأتي تمهيداً لتنفيذ هجوم كاسح لحلف العدوان بغرض احتلال الشريط الساحلي الغربي المطل على البحر الأحمر. هذا المخطط أكدته صحيفة خليجية تابعة لحلف العدوان في عددها الصادر، أمس الأربعاء. وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" نقلا عن ما أسمتها بمصادر عسكرية في عدن، أن تحضيرات عسكرية تقوم بها قيادة قوات التحالف، والجيش الموالي لها حسب توصيف الصحيفة، للقيام بعملية عسكرية واسعة على الساحل اليمني الممتدة من باب المندب جنوباً إلى ميدي شمالاً، بعد استهداف سفينة إماراتية، السبت المنصرم. وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن استعدادات حثيثة تجريها قوات "التحالف" مع المجتمع الدولي، لتنفيذ خطة عسكرية، تنطلق من عدن وسواحل إفريقية في إريتريا وجيبوتي، مؤكدة بأن ثلاث قطع بحرية أميركية ستصل إلى "الساحل الجنوبي لليمن". وأوضحت بأن ما أسمته ب"الجيش الوطني والمقاومة في تعزولحج" وضعت في حالة استعداد وتأهب لتنفيذ عمليات نوعية باتجاه المناطق الداخلية على تخوم ذوباب والمضاربة وكهبوب ورأس العارة وصولاً إلى الوازعية والمخا في تعز. ومساء أمس الأول أكدت الأممالمتحدة إن السفينة الإماراتية التي هاجمتها قوات الجيش واللجان الشعبية قرب سواحل المخا، السبت الماضي، لم تكن سفينة مساعدات إنسانية، فيما قال مسؤول في الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لمعهد البحرية الأمريكية: "إن الهجوم على السفينة الحربية الإماراتية له صلة بالصراع الدائر في اليمن وليس هجوما ضد السفن العامة". وكانت القوات البحرية والدفاع الساحلي حذرت أي سفينة من القيام بأي أعمال مع دول تحالف العدوان ضد بلادنا، أو قيام أي سفينة باختراق المياه الإقليمية اليمنية لأي سبب كان دون أخذ الإذن المسبق من السلطات اليمنية المختصة. كما حذر المتحدث باسم القوات المسلحة العميد شرف لقمان من محاولات تحالف العدوان الزج ب(الملاحة الدولية) في عدوانه المتواصل وتسويقه وفق حملة منظمة لحادثة ضرب سفينة حربية إماراتية في سواحل المخا بأنها (مدنية) وأن ذلك يهدد الملاحة الدولية. تطورات الجبهات الأخرى وفي السياق تواصلت، أمس، المعارك في الجبهات الواقعة ما بين حيفان بمحافظة تعز والمقاطرة بمحافظة لحج. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن المواجهات تواصلت بشكل عنيفة بعد وصول تعزيزات جديدة للمرتزقة في مديرية المقاطرة، لافتاً إلى أن المعارك شهدتها الجبال المحيطة بجبل "عُنعن" الاستراتيجي وسط المقاطرة، والذي يسيطر عليه الجيش واللجان ويحاول المرتزقة استعادته نظراً لموقعه الاستراتيجي، فيما قصف الجيش واللجان بالمدفعية تجمعات للمرتزقة بالقرب من هيجة العبد ومحيط جبل "الخزان". وتجددت المواجهات بشكل متقطع في جبهات شرق وشمال مدينة تعز دون تحقيق أي طرف تقدماً في مواقع الطرف الآخر. غارات جوية وشن طيران العدوان السعودي، أمس، سلسلة غارات استهدفت مزرعة سابحة للدواجن في منطقة الهامي بمديرية موزع، ومنطقة الجديد، جنوب مديرية المخا، ومدرسة النجدين بعزلة الاثاور مديرية حيفان، بالإضافة إلى الغارات التي استهدفت جبل الشبكة بمديرية ذوباب وجبال كهبوب بمديرية المضاربة ورأس العارة.