هذا المكان لم يعد ملكاً لأحد؛ فموتنا لا يعرض ذاكرته للبيع..!! وحين تمر الأجيال من هنا ستتعرف على جريمة حرب لا يتذكر تاريخنا مثيلها، ستشعر بقرب الانتماء وأنها لم تتعثر بالوقوف على أكبر خيانة تعرضنا لها!! أمانة التاريخ تقتضي تحويل هذا المكان إلى ساحة رمزية تجسد محرقة سعودية وملة حقيرة، وستظل تطارد المملكة على مر التاريخ!! كأن كراهية المملكة وجرائمها النازية تكدست في ساحات وجنبات القاعة الكبرى، كل المعالم هنا لازلنا نتذكرها بطعم الموت..!! وعلينا الآن أن نلملم تفاصيلها المرعبة وما رصدناه بدقة، ثم نجعل منها متحفاً شاهداً على حقارة المملكة وسقوطها في مستنقع العالم القواد!! لا شيء هنا قابل للنسيان، نحن نفكر في هيئة الضريح التذكاري الذي يجب أن يكون، وفي نهاية كل عام نذهب إليه لنضع إكليلاً من الزهور ونشعر بحرارة الشمس وبكل الحقائق التي لا تغيب، وقبل أن نغادره سنكتب للعالم رسالة بروتوكولية، ثم نرميها بوجه المنظمات والهيئات الدولية، وسنوياً سيلمحنا القاتل ويعلم أن التاريخ لازال يمسك برقبته وأن النهاية لن تجعله يمر على مئات الجثث دون ضجيج. هذه الوحشية التي يمارسها الأوغاد تنبت على الأرض، غير أننا لن نجعل كلفتها الباهظة تمر، وعندما نُباد ونُقتل بالجملة علينا أن نجمع أوتاد الجريمة ونغرسها في ذات المكان الذي جمعنا فيه الأشلاء، ثم ننصب عليه حديقة تشبه حديقة السلام في هيروشيما، وسنشعر بقدرتنا على رصد كل الأشياء، لربما عجز اليابانيون عن الأخذ بحق ضحاياهم غير أنهم تمكنوا من إذلال شعارات السلام العالمية، ونجحوا في تذكير العالم سنوياً بالوجه القبيح لأمريكا. لا تعولوا على العالم كثيراً، فقط انصبوا على المكان حديقة توازي حديقة "ينكاتا" التي سقط عليها ضحايا 11 سبتمبر. خلدوا للأجيال تاريخ ومكان محرقة سعودية حقيرة بحق اليمنيين، ليتذكروا أن جرائم الحرب أكبر من حزن ثقيل ولا يمكن تسويتها بشيك أو اعتذار أبله!! ومن حين لآخر ستلتفت المملكة على جروحنا المفتوحة وهي تتضخم على جدارها وتفتك بجبروتها..!!