من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"هولوكوست" تعز.. ثلاث سنوات من الألم
ثوار تعز: قادة تعز سابقاً وحالياً مشاركون في جريمة المحرقة وشوقي يتستر على القتلة

تعز.. المرمية بينَ أحضان الفساد الواقعة على هامش الحياة المتمردة على سحابة الظلم .. منذ أكثر من ثلاثة عقود لها محطات ذكريات مؤلِمة والتي كانت بسبب حاكم اليمن الظالم ومن بين هذه المحطات المؤلمة" محرقة تعز؛ هولوكوست تعز ", الذي قام بها المجرمون الذين أرهبوا كل حي ..
نعم .. هي تعز التي دمرها النظام السابق, وتباهى بذلكم الفعل الشنيع الذي تتبرأ منه الإنسانية ليحتضنه أشباح على أشكال بشر..
نعم هي تعز الصامدة التي أبت الخنوع للظالم وأذاقته مرارة العبودية التي كان يحاول تمريرها على الشعب.. ها هي المحافظة الجريحة تحتفي بذكرى أخدودها الثالث دون أي إجراء يعاقب من ارتكبوها, بل أنها ما زالت تعاني من ظلم وفساد خليفة المفسدين الذين جرعوها كل أنواع العذاب..

رئيس مشترك تعز: المحرقة كانت تهدف لإخماد الثورة ويجب محاكمة القتلة
الأستاذ عبد الحافظ الفقيه- رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بتعز والرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك بتعز يقول: استهداف الساحة وإحراقها كان مبيتاً له لأن المخلوع فشل في إرسال الرسل إلى المحافظة حتى يتمكنوا من رفع الساحة, وعندما تيقن بأنه قد فشل قام بإرسال قيران وعينه مديراً لأمن تعز وبمجرد وصول قيران إلى تعز بدأ العنف من اليوم الأخرى لتولي قيران منصب مدير أمن المحافظة.. حينها كانت هناك أطقم عسكرية تحرس مداخل الساحة, وبمجرد وصول مدير الأمن الجديد أمر برفعها وأصدرت اللجنة الأمنية قراراً أو وثيقة وقّع عليها قيران بتطهير الساحة من المتظاهرين حيث كان الهدف من المحرقة هو إخماد الثورة في تعز وكل المحافظات وكذلك اعتقال القيادات الحزبية حتى أنهم استمروا في ضرب التجمعات من اليوم الثاني للمحرقة ليخرج حماة الثورة يوم 3 يونيو لتتم صلاة الجمعة في ساحة النصر لتتوسع الساحات إلى (16) ساحة في تعز .. ومن هنا نطالب بمحاكمة كل من قتل وتعاون مع القتلة وعلى رأسهم صالح على أن تكون المحاكمة محلية ودولية.
*رئيس المجلس الأهلي: المحرقة ملحمة لم يشهد لها التاريخ مثيل
يتحدث الدكتور عبد الله الذيفاني رئيس المجلس الأهلي قائلاً " إن المحرقة حادثة إجرامية من طراز أول, وفعل بشع يدل على غياب الآدمية والإنسانية, فالمحرقة شاهد حي على سلمية الثورة التي قامت على نظام لا يفرق بين كبير ولا صغير ولا بين حامل سلاح ومن يحمل الكلمة, وذنب من كانوا في المحرقة أنهم يحملون الكلمة والصوت والموقف".
ويقول في وصف ذكراها " ذكراها لا تفارق خيالي لأنها تمر عليّ كل لحظة فلقد عشت ساعات فيها وكم كان نظام القمع يسترخص الدم, حيث كان جنوده يحملون البنادق ويوجهونهم إلى رؤوس وصدور الناس.. حملت بكلتا يدي أناساً ينزفون دماً من القتل الذي سبق المحرقة, شاهدت أعمدة الدخان تتصاعد من كثر الغاز الذي أطلق لغزو الساحة, اقتحموا الساحة وهم بمعتقدهم أنها ستقول للثورة وداعاً ولم يعلموا بأن المحرقة أبقت الفعل الثوري وجعلت كل من كانوا في الثورة أو خارجها يتحمسون للاستمرار, فتحولت تعز إلى ساحات وعاد الثوار بفعل ثوري, وذكرى المحرقة هي ذكرى لفعل إجرامي من جهة ولمقاومة نبيلة من جهة أخرى ولذلك ينبغي أن يكون هناك متحف ثوري يحكي للأجيال قصة ملحمة لم يشهد لها التاريخ مثيل".
النساء .. عاشت المحرقة
الثائرة جوانا المخلافي تحدثت بالقول: كنا معتصمات كالمعتاد في الساحة أنا والثائرات جميعا وعندئذ صعد الأستاذ عبدالله السامعي على المنصة وأعلن أنه تم احتجاز عدد من الشباب في إدارة أمن القاهرة وأعلن أنه إذا لم يتم الإفراج عنهم سيذهبون بمسيرة إلى هناك الساعة الخامسة , وبالفعل تحرك الشباب إلى هناك . وبدأنا نسمع إطلاق الرصاص وتصاعدت الأدخنة وبعد صلاة المغرب بدأت أرى بعض الشباب الذين تساقطوا بفعل الرصاص والغازات السامة وكنت أسمع إطلاقاً كثيفاً جداً للنيران .. وزاد عدد الشباب المصابين.. وعندما زادت أعداد الجرحى أدخلوهم إلى ساحة النساء.. و كانت الساعة السابعة فاشتد إطلاق النار...عندها ذهبت إلى البيت وكانت الطرق مقطوعة....ولكني وصلت ....وكنت وأنا في البيت حوالي
الساعة الثالثة فجراً أسمع أصوات انفجارات , ولكن لم يخطر ببالي أنه قد تم اقتحام الساحة وإحراقها وذهبت إلى النافذة فرأيت الجنود محملين بأجهزة منزلية وكانوا يضحكون ولم أعرف أنها تخص الثوار إلا عندما علمت بأنهم سرقوا كل شيء لتكن المحرقة التي عبرت عن حقدهم الدفين على الأحرار وساحتهم ..
الصوفي وشوقي.. وجّهان لعملة واحدة
ومن جانبها تروي الثائرة كفى وازع بقولها: حب الوطن الذي بداخلنا نكس رؤوس المجرمين لأنه كان بحسب اعتقادهم أنهم سيحرقون عزيمتنا ولكن كانت الإرادة أقوى من وابل الرصاص ومن وميض النيران ..
ففي مخيلتي تتجول الأحداث, والمواقف, فموقف الشباب وهم يدافعون عن الساحة بقوة السلم ضد قوة السلاح ومسيلات الدموع ومضخات المياه.. قوة الأستاذة الشهيدة تفاحة العنتري وهي تصارع مسيلات الدموع وتطفئها حتى لا تؤذي المعتصمين ما زلت أذكر ذلك الموقف؛ سقوط الضحايا من بين مصاب بغاز ورصاص أمام أعيني ومن بينهم ابني الحبيب محمد وأنا غير قادرة على فعل شيء ..
ما زلت أذكر ذاك الموقف حينما عدنا إلى الساحة منتصرين بإرادة الله ثم بفعل حماة الثورة عادت الروح التي حاول جنود القاتل إخراجها..
أما عن مجرمي المحرقة وهم مع الأسف زعماء تعز بالأمس واليوم, فبالأمس كان شاهداً حياً على المحرقة "الصوفي" واليوم صار متستراً على مجرمي المحرقة "شوقي".
وأضافت الثائرة كفى: من هنا أؤكد بأن الثورة مستمرة وباقية حتى تحقيق أهدافها التي ثرنا
لأجلها فإنا صامدون صامدون صامدون..
أما الثائرة أروى جمعان فتقول: المحرقة محاولة فاشلة لإخماد الثورة وإخراج الشباب من الساحة إلا أن المحاولة زادت فيهم الإصرار والإرادة وزادتهم قدماً في المضي لتحقيق أهداف الثورة السلمية ..
وتقول جمعان: يوم الحقد الأسود كنت خلف شاشات التلفاز وحينها ذهب أبو الأولاد وابني إلى الساحة لمشاركة الثوار بهذا الحدث, فأصبح الخوف خوفين والقلق قلقين على الأسرة وعلى من في الساحة من ثوار وحينها تم إبلاغنا بأن الساحة سيتم اقتحامها بعد أن عمت الغازات سماء الساحة, حينها تم قصف فندق المجيدي وانقطع البث عنا فازددنا خوفا من القادم المجهول, فلم يبقى بأيدينا وسيلة غير الدعاء للخالق, إلى أن أطل علينا ضوء الصباح, فانطلقنا إلى الساحة لرؤية من كانوا بالأمس هناك رأينا الحصار المشدد على الساحة حيث كانوا لا يقبلون أحداً أن يمر حتى بجانبهم..
وواصلت جمعان حديثها بالقول: من أحرقنا بالأمس ما زال اليوم يحكمنا, فلا أعلم أي مسؤولين نمتلك..
الصوفي بعهده القديم وشوقي الذي لا قوة له ولا حول غير تنفيذ سياسة سيده عفاش حتى لم يكلف نفسه أبداً في محاربة الفساد من حوله وبطانته الفاسدة, فالفساد منتشر في كل المكاتب الحكومية بل وزاد من دعمهم وترقيتهم.
وبالمختصر الصوفي وشوقي.. وجهان لعملة واحدة..
جريمة تنتظر الإنصاف
أما المحامي توفيق الشعبي فقد تحدث بالقول: 29/ 5 /2011م هي جريمة تنتظر الإنصاف فماذا عسانا أن نخبركم أو نكتب إليكم أيها الشهداء في الذكرى الثالثة لاستشهادكم في أبشع جريمة أرتكبها نظام صالح وزبانيته بحق تعز وأبنائها، إنها جريمة إحراق ساحة الحرية بتعز أُولى ساحات الثورة المجيدة ال11فبراير، التي استبسلتم أنتم تدافعون عنها في وجه عدوان واعتداء ثلة من المجرمين والقتلة فاقدي الإنسانية والكرامة، أنه ليحزنني كثيراً أن أرى البعض ممن كانوا في الصفوف الأولى للثورة وعايشوا جريمة إحراق الساحة وقد خارت عزيمتهم وتبدلت وجهتم وارتدوا خائبون ،يسفهون نضالاتكم، ولا أقبح من أولئك إلاّ الذين استثمروا تضحياتكم لتحقيق مطامحهم ومصالحهم الخاصة، إن الوفاء لكم يتجلى بأبهى صوره بأن نبذل قصارى جهدنا لنتجاوز كلا الفريقين ونمضي في خطى التغيير الذي قدمتم أرواحكم من أجله، ومحاكمة القتلة وإنصافكم وأسركم مما لحق بكم من الآلام، فالعدالة آتية لا محالة من قاتليكم أو من غيرهم من أدعياء الثورة الذين لم يصنعوا لكم شيء.. المجد والخلود لكم "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"...
الحصار والجريمة
أما الشاب الثائر ربيع السامعي وهو "أحد المعتقلين يوم المحرقة" يحكي لنا فيقول: بدأت تفاصيل المحرقة من قبل المغرب, حيث اتجه الشباب إلى أمام مديرية أمن القاهرة المجاورة للساحة لتنفيذ وقفة احتجاجية على اعتقال احد شباب الساحة ، وقوبلوا بإطلاق الرصاص عليهم من سطح مبنى مديرية امن القاهرة ومن جوارها من قبل عسكر وبلاطجة حينها جرح عدد من الشباب ثم أتى بعد ذلك تعزيز مكافحة شغب و خراطيم مياه و قنابل غازية كانت تطلق إلى داخل الساحة واستمر هذا الوضع لساعات في الليل ثم هدأت الأمور قليلا تم بعدها رفع "الصبيات" التي كانت في منفذ الساحة كتمهيد لاقتحامها بعد ذلك انطفأت الكهرباء و حوصرت الساحة من جميع الاتجاهات وجاءت التعزيزات من عدة ألوية وبدأ الضرب بكثافة بالسلاح المتوسط والثقيل خصوصا صوب فندق المجيدي الذي كان يقوم بمهمة البث المباشر من داخله وبدأوا بعملية الاقتحام وإحراق الخيام من جهة بنك التسليف وعملية الاقتحام لمستشفى الصفوة ويواصل السامعي: بعدها احتميت أنا ومجموعة داخل فندق المجيدي إلى أن وصولوا إلينا قبيل الفجر واقتحموا الفندق وقاموا باعتقالنا عندما خرجنا من الفندق وجدنا الساحة قد أحرقت تماماً والجنود مازالوا ينهبون من مستشفى الصفوة والميداني..
ابن عم الشهيد الورافي
الثائر مصعب الورافي ابن عم الشهيد أسامة الورافي يقول: أيقنت يوم المحرقة أن هناك بشراً لم يرتقِ إلى مستوى أن نسميهم بالبشر بسبب عدوانيتهم في اقتحام وحرق الساحة .. شهدت قنابل الغاز تنهمر علينا مع طلقات الرصاص وإحراق الخيام بمن فيها وشهدت مدى بشاعة وحقد نظام علي صالح على اليمنين . كان الثوار لا يحملون سوى الحجارة والمجرمين ينتظرون الانتهاء من القضاء عليهم , ليصنعوا ما صنعوا في ذلكم اليوم الأسود ..
وكشف الورافي: في الثانية ليلاً بدأوا الاقتحام بعد كر وفر استمر من عصر اليوم السابق
إلى وقت متأخر من الليل..
وأضاف الورافي: تلك الليلة أسوأ ليلة مرت على تعز عند ما سمعت أذان الفجر وأنا عائد بعد أن رأيت الساحة تحرق وهجموا على الساحة من ثلاث اتجاهات وكان ما بين اللحظة والأخرى قنبلة غاز أو طلق ناري يعلن عن مصاب أو شهيد في وقت هجومهم على الساحة.
أتذكرها قبل 3 سنوات
أما المهندس وائل المعمري: قبل ثلاثة أعوام تماما أحرق الأوغاد ساحة الحرية والمجد والبطولة والإباء في تعز ،يومها أرادوا لشرارة الثورة وحاضنتها تعز أن تموت وهيهات لعظيمة كتعز أن ترتضي الموت ذليلة خانعة، يومها أراد شذاذ الآفاق وأذنابهم من العبيد والمنحرفين أن ينتهي مشروع حياة عبر فرضهم لمشاريع الموت البائسة المتخلفة..
قتلوا حرقاً وقنصاً ودهساً أشرف الناس وأشجعهم وأنبلهم وأخلصهم للوطن اليمني أرضاً وإنساناً, لكن هيهات كذلك للثورة أن تخمد..
وأضاف المعمري: ليس هنا مقام تذكر المحرقة وتفاصيلها المعروفة للجميع ولا مقام تذكر الشهداء وملاحمهم التي سطروها على جدار الزمن بأحرف من نور، فلذكراهم نحتاج للمجلدات ولن تفي بالغرض أيضا، لكننا نذكر فقط أن تلك التضحيات لم تقابل حتى يومنا هذا وللأسف الشديد بالوفاء اللائق الذي تستحقه، ومن قبل الجميع دون تحديد..
فأسرة الشهيد تستجدي لقمة عيش يمن بها وزير ماليتنا المبجل وحكومة المحاصصة لصندوق رعاية يبكي حظه العاثر، وجرحى محرقتنا يئنون بينما جراحهم تنزف ألما وحسرة، ومخفيونا حتى يومنا هذا في زنازين العائلة وأقبية دهاليز سجونها..
وقال المعمري: قبل كل ذلك وأنكأ أن من أحرقنا في تعز لازال يحكمنا حتى يومنا هذا وبعبثية لا تنم إلا عن سادية مقيتة همجية مقرفة.. كما أن الثورة متقدة في تعز كما هو حالها في كل بقعة من ثرى أرضنا الحبيبة الطاهرة، وصبرها لا أشك أنه ماضٍ إلى انحسار، وأشك أنها ستظل على حالها المترقب إلى الأبد..
ودعا المعمري الجميع بقوله: لم يعد من المنطقي أن نصبر على ما هو أمر من الخذلان والخيانة فكلكم يا من تحكمون وطننا المنكوب بكم قد خنتم ثورة الحادي عشر من فبراير وتضحياتها.
رسالة عتاب.. ثلاث ظلمات
هكذا هو حال تعز وهكذا هو حال أبنائها الذين عانوا وربطوا الآمال في القيادة الحالية أثناء استلامها للمحافظة لتأتِ الرياح عكس ما خرجوا من أجله وثاروا له..
نعم.. هو شوقي أحمد هائل, أمير إمارة دبي اليمن الرجل الذي وعد وتوعد, لكن سرعان ما تطايرت وعوده وما أمِل به أبناء المحافظة مع أول اختبار له.. تعز ما زالت منتظرة الفرج وهي من هنا تنادي أصحاب الضمائر والعقول بمحاسبة كل من طغى عليها وقتل أبناءها وجعلها في ظلمات ثلاث:" الحزن - الظلام - وعدم الاهتمام بها".
القضية في محكمة الجنايات الدولية
ضياء الحق الأهدل وهو "رئيس حملة عائدون الثورية في محافظة تعز " تحدث ل"أخبار اليوم" حول ذكرى محرقة تعز وقضية الجناة وقال" لا شك بأن مجمل القضايا المتعلقة بالثورة لم تحل ومن بينها محرقة تعز, والانتكاسة هي نفسها مع تنصل واضح لحكومة الوفاق والسلطة على الأقل اتخاذ التدابير اللازمة التي تحد من نشاط المجرمين وتواجدهم في أماكنهم من خلال توجه السلطة لإقالة هؤلاء وغيرها من التدابير".
وأضاف الأهدل" نحن كثوار نواصل مشوارنا الثوري ونتابع ملفات القضية سواء محرقة تعز أو غيرها وقد قدمت الملف إلى محكمة الجنايات الدولية والفريق الخاص بهذا الملف متابع لهذه القضية ولن نقف ولن نتنصل على واجبنا في ضرورة الوصول إلى عدالة حقيقية يقتص من خلالها من المجرمين والقتلة".
أما ما يخص بتجديد تقديم ملف محرقة تعز دولياً, قال الأهدل: نعم جددنا تقديم ملف القضية لمنظمات دولية ولا شك أن هناك تقارير وصلتنا من منظمات دولية أوضحت فيها جرم هذه المحرقة والملفات قدمت أخيراً لمحكمة الجنايات الدولة وقدمت مسبقاً إلى النيابات المختصة بالمحافظة وبدأ تحريكها وستستكمل الإجراءات لان الأوضاع لا تطمئن في تفسير القضايا في ظل هذه الأوضاع التي لا زال فيها غلبة وجولة وصوله للمتنفذين ممن شاركوا في هذه الجريمة.
ووجه الأهدل رسالة إلى القتلة ومرتكبي جريمة محرقة تعز " لا زلنا مستمرين وسنظل كذلك في ملاحقتهم ولن يفلتوا ولن يكونوا في منأى من تحقيق العدالة من خلال متابعتنا وفعلنا الثوري الدائم".
وعن تواصل الثوار بحكومة الوفاق حول قضية محرقة تعز وأين وصلت القضية أكد الأهدل ل "أخبار اليوم" :بلا شك نحن في صدد الاحتفال بذكرى هذه المحرقة وسنقدم كل بياناتنا الثورية لحكومة الوفق باعتبارها مسؤولة عن تصريف الأعمال في هذه الفترة ونجعلها تتخذ إجراءات حاسمة على الأقل تحد من نشاط هؤلاء ممارسي الإجرام والذين ما يزالوا يتربعون على كراسيهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.