مجزرة أخرى تضاف إلى سجل العدوان السعودي المتخم بدماء وأشلاء اليمنيين منذ تاريخ 26 مارس 2015م، حيث استشهد وأصيب نحو 102 مواطناً جراء غارات ثلاث نفذها طيران العدوان في وقت متأخر من مساء أمس الأول واستهدف خلالها إدارة أمن وسجن مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة. وقال ل"اليمن اليوم" مدير عام مديرية الزيدية عبدالرحمن المنصب إن طيران العدوان نفذ 3 غارات في تمام الساعة التاسعة مساء، أمس الأول "السبت" واستهدف خلالها سجن إدارة أمن المديرية متسبباً بتدمير المبنى على رؤوس السجناء، الذين يفوق عددهم المائة سجين من 5 مديريات هي "الزيدية والضحي والقناوص والمنيرة والمغلاف". وأوضح أن عدد الضحايا بلغ 58 شهيداً تم انتشال جثثهم حتى مغرب يوم أمس الأحد، بالإضافة إلى 6 شهداء لازالت جثثهم مدفونة تحت الأنقاض وعمليات البحث جارية لانتشالهم، فيما بلغ عدد الجرحى 38 جريحاً بينهم إصابات حرجة وأخرى متفرقة تم توزيعهم على عدد من المستشفيات بالمحافظة. ووصف مدير إدارة الزيدية الجريمة ب"البشعة" لافتاً إلى أنها لا تقل بشاعة وجرماً عن مجزرة الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى. وقال: "هناك نحو 15 جثة متفحمة لم يتم التعرف على هويات أصحابها، وهناك أيضا 6 جثث مكومة بعضها فوق بعض لسجناء كانوا يؤدون صلاة العشاء"، مؤكداً بأن جميع الضحايا من السجناء. عبدالرحمن المنصب، في سياق حديثة، ل"اليمن اليوم" أوضح أن السلطة المحلية ممثلة بالأمين العام للمحافظة الشيخ علي بن علي القوزي ووكيل المحافظة الشيخ أحمد دهموش، نزلوا عصر أمس إلى مكان الجريمة واطلعوا على آثار القصف والأضرار الناجمة وتم رفدهم بالمعلومات الكاملة والدقيقة حول هذه المجزرة. من جهته أفاد "اليمن اليوم" مدير أمن مديرية الزيدية وليد الحسني، بأن الطيران المعادي استهدف سجن إدارة أمن المديرية بشكل متعمد وغاشم رغم معرفة الجميع بأن السجن يحوي مساجين من النيابة العامة وآخرين موقوفين على ذمة قضايا عدة ولا يوجد فيه مسلحون أو أي أسلحة كما يروج البعض من الموالين للعدوان. وأوضح الحسني بأنه وحتى مغرب أمس، كان العمل لا يزال جارياً لاستخراج بقية الجثث المدفونة تحت أنقاض السجن، لافتاً إلى أن الجرحى تم توزيعهم على مستشفيات الأمل والعسكري والضحي والقناوص والثورة و22 مايو بمدينة الحديدة". وفي السياق قال ل"اليمن اليوم" الشيخ محمد خبال، عضو المجلس المحلي لمديرية الزيدية في المحافظة ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالزيدية، إن سجن إدارة أمن الزيدية دُمر بشكل كامل بالغارات الثلاث لطيران العدوان، بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة للسجن بشكل جزئي، وهناك معلومات عن وجود جرحى مدنيين من الأهالي في الأحياء المجاورة للسجن، بخلاف الشهداء والجرحى من المسجونين. وأكد محمد خبال أن السلطة المحلية والمؤتمر الشعبي العام في المديرية وجهوا نداء استغاثة للمواطنين بالتوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم لإنقاذ الجرحى وخصوصاً أصحاب الحالات الحرجة، وتم تلبية النداء وتوجه العشرات من المواطنين إلى المستشفيات بعد وقوع الجريمة بلحظات وطوال يوم أمس الأحد. العدو ينتقم لهزائمه بقصف المدنيين في غضون ذلك قال ل"اليمن اليوم" وكيل أول محافظة الحديدة، الشيخ محمد عياش قحيم "إن السلطة المحلية تتابع وباهتمام الجرحى في المستشفيات جراء هذه الجريمة البشعة التي نفذها طيران مملكة الإرهاب"، مشيراً إلى أن الإحصائيات الأولية تؤكد استشهاد 60 وإصابة 38 آخرين والعدد مرجح للزيادة كون البيانات لم يتم استكمالها حتى عصر أمس من مختلف المستشفيات وعمليات البحث عن الضحايا لازالت مستمرة. وعبر القحيم عن مدى الحرقة والألم التي تنتاب أبناء الحديدة جراء جرائم العدوان السعودي بحق المدنيين قائلاً:" أن هذه الدماء البريئة ستؤدي إلى زوال حلف العدوان الذين لجأوا إلى الانتقام من هزائمهم المخزية في جبهات القتال على أيدي الجيش واللجان، لقصف السجون وصالات الأعراس ومجالس العزاء والأحياء السكنية". وأضاف "مهما عمل العدوان ومهما ارتكب من جرائم فإن هذا لن يثنينا وخصوصا أبناء الحديدة عن الصمود ومساندة الجيش واللجان الذين نثق بأنهم من سيثأرون لهذه الدماء وسينتقمون من العدوان في عقر داره، وليس باستهداف المدنيين كما تفعل طائرات مملكة الطغيان وإنما بدك معسكراتهم ومنشآتهم الداعمة للحرب على اليمن". الناطق باسم وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور تميم الشامي من جهته أبلغ "اليمن اليوم" مساء أمس، أن الإحصائية شبه النهائية لمجزرة سجن الزيدية تصل إلى 60 شهيداً ونحو 40 جريحاً". وأفاد "اليمن اليوم" مصدر في هيئة مستشفى الثورة العام بمدينة الحديدة، بوصول جثث متفحمة إلى المستشفى، بالإضافة إلى حالات حروق من الدرجة الثالثة وكسور وجروح مفتوحة لعدد من الجرحى. وبخلاف غارات طيران العدوان على سجن إدارة أمن مديرية الزيدية، نفذ ذات الطيران سلسلة غارات أخرى استهدف باثنتين منها مزرعة بازرعة في منطقة أبو زهر بمديرية الخوخة، ومثلها على جبل في مديرية المنيرة، كما استهدف بخمس غارات معسكر أبو موسى الأشعري بمديرية باجل. إحصائية بأبرز مجازر العدوان في الحديدة 1 أبريل 2015م : مجزرة مصنع الألبان والزيوت التابع لمجموعة إخوان ثابت والتي نتج عنها استشهاد 37 وجرح وإصابة قرابة 50 آخرين. 5 أبريل 2015م : قصف شاحنات مواد غذائية في الشارع العام بمنطقة حيس ونتج عنها استشهاد وإصابة 15 شخصا. 12 مايو 2015م : مجزرة السوق الشعبي في زبيد نتج عنها استشهاد نحو 60 مواطناً وإصابة 110 آخرين. 18 أغسطس 2015م : استشهاد 6 أطفال و3 نساء من أفراد أسرة واحدة في قصف العدو مبنى هيئة تطوير تهامة. 19 أغسطس 2015م : قصف سوق شعبية بمديرية الضحي ما أدى إلى استشهاد 35 مواطناً وإصابة آخرين. 25 أغسطس 2015م: قصف سوق شعبية في بيت الفقيه ونتج عنه استشهاد وإصابة 23 مواطنا. 12 أكتوبر 2015م : قصف عُشش الصيادين بمديرية الخوخة ما أدى إلى استشهاد طفل وطفلة و3 نساء وإصابة 14 آخرين وتدمير 23 عُشة وتضرر 12 أخرى. 22 أكتوبر 2015م استهداف استراحة للصيادين وقواربهم في جزيرة "عُكبان" ب 12 غارة نتج عنها استشهاد 115 صياداً وأصابة العشرات. 17 نوفمبر 2015 : قصف قوارب الصيادين في ميناء الخوخة ما أدى إلى استشهاد 6 وإصابة 5 صيادين. 19 نوفمبر 2015م : قصف زوارق الصيادين بالقرب من جزيرة زُقر ما أدى إلى استشهاد 20 صياداً وإصابة 4 آخرين وتدمير القوارب. 12 ديسمبر 2015م : استشهاد 6 صيادين وتدمير وإحراق 50 قارباً بغارات جوية وقصف بحري لميناء الحيمة بالخوخة. 4 سبتمبر 2016م: استهداف طيران العدوان مبنى مقر نقابة الأطباء في مدينة الحديدة بعدة غارات أسفرت عن ضحايا مدنيين وتضرر عدد من منازل المواطنين. 21 سبتمبر 2016م : طيران العدوان يقصف مخيم عزاء في حارة الشحارية بحي الهنود مديرية الحوك وسط مدينة الحديدة ما أدى إلى استشهاد 27 مواطناً وإصابة 54 آخرين بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تدمير 19 منزلاً كلياً و11 منزلاً تدميراً جزئياً.